وأما الزهرة وعطارد فإنه إذا كان كل واحد منهما شرقيا وكان موضعه المعدل أقل من موضع الشمس المعدل فهما صاعدان من وسط نطاقهما إلى ذروة أفلاكهما وإن كان موضعه المعدل أكثر من موضع الشمس وهو مغرب فهو هابط من وسط نطاقه إلى حضيض فلكه وإن كان تقويمه مثل تقويم الشمس ثم يؤخذ الفضل بينه وبين موضع الشمس وإن كان بينهما فضل يعمل به على حسب ما يعمل في الكواكب العلوية من الضرب والقسمة وأقوى دلالات الأشخاص العالية عند ممرات بعضها فوق بعض يظهر عند الموازاة القرانية وأما في المقابلات والتربيعات وسائر الأشكال فإن دلالتها تكون أقل ظهورا وأضعف تأثيرا
فإذ قد قدمنا ما يجب تقديمه فلنبدأ بذكر دلالات ممرات الكواكب بعضها فوق بعض في برج الحمل ونبدأ في ذلك ممرات زحل فوق الكواكب وممراتها فوقه ثم يتلوه من سائر الكواكب على جهة تصنيف مراكزها إن شاء الله
القول في ممرات زحل على الكواكب فنقول إنه إذا كان زحل المار فوق المشتري دل على قتال ملك بابل بعدة من النساء مع ما يظهر له من الأفعال الرديئة في أكثر بلدانه وسوء سيرته مع كثرة القحط ونزارة الأمطار وكثرة الطعام والزرع وإن كان المار فوق المريخ دل ذلك على كثرة الأمراض العارضة للصبيان مع كثرة السمائم في الزمان المناسب لذلك مع تكدر الجو وكثرة الغبار وإن كان المار فوق الشمس دل ذلك على تجديد ملك مع حروب في الناس وموت مع صلاح الأمطار وغزو أهل الأهواز للروم وحدوث حروب وكثرة الموت وغزارة الأمطار وهبوب رياح متوسطة الحركة وإن كان المار فوق الزهرة دل ذلك على تجديد ملك وحدوث حروب في الناس وموت مع توسط الأمطار وإن كان المار فوق عطارد دل ذلك على تجديد ملك وغزو أهل الأهواز للروم وحدوث حروب كثيرة وكثرة الموت وغزارة الأمطاروهبوب رياح متوسطة الحركة وإن كان المار فوق القمر دل ذلك على كثرة الحروب وغزارة الأمطار ومنفعتها
Page 328