155

فإذ قد أتينا في المقالة الخامسة على ما أردنا وصفه من كيفية معرفة خاصة دلالات الكواكب على الانفراد والامتزاج مع سائر البروج فلنذكر في هذه المقالة كيفية معرفة دلالات الأشخاص العالية على الاحداث السفلية من جهة ممرات الكواكب بعضها فوق بعض عند تحاويل السنين إذا كان ذلك أحد المكملات لما حاولنا من إظهار كيفية معرفة دلالات القرانات في كتابنا هذا بمشيئة الله وعونه

فنقول إنه ليس شخص من الأشخاص الفلكية إلا وهو أعلى من الذي يتلوه في المرتبة وإنما يستعمل بمرور بعضها فوق بعض من جهة أن أحدها إذا قارن الآخر واستويا في الطول والعرض والصعود والهبوط فيهما والاعتدال كان ذلك سببا لكسوف السفلي العلوي وكان ذلك من أحد البوادئ المنذرات بالأحداث السفلية

فأما كيفية معرفة ذلك في الكواكب العلوية والنيران فهو أن ينظر إلى وسط أيهما تريد وإلى موضعه المعدل فإن كان أقل من وسطه فهو صاعد من وسط نطاقه إلى ذروة فلكه وإن كان موضعه المعدل أكثر من وسطه فهو هابط من وسط نطاقه إلى حضيض فلكه وإن استوى موضعه المعدل ووسطه في الكمية كان في وسط نطاقه ثم ينقص بعد الوقوف على ذلك أقلهما من صاحبه ويضرب ما يبقى في سبعة ثم يقسم على كب فما خرج من القسم كان ذلك مقدار كمية صعودها أو هبوطها من الأجزاء

Page 326