113

الفصل الثاني في كيفية معرفة دلائل المشتري على مثل ذلك

فإذ قد بينا في الفصل الأول معرفة خاصية دلائل زحل على الانفراد إذا كان له الابتزاز على طوالع البوادئ أو كانت له السالخذاهية أو الجاربختارية وعند موازاته لسائر البروج على جهة الامتزاج فلنذكر في هذا الفصل كيفية معرفة خاصية دلائل المشتري على مثل ذلك

فنقول إنه إذا كانت له الدلائل التي وصفنا وكان مختصا بها على النوع الإنسي دل ذلك على عظم شأن الملوك وعلو أمورهم وكثرة عطاياهم ورفعة مراتبهم واتهامهم لبعض أصحابهم وانتفاعهم بهم لتلك الأسباب مع صلاح حال ملك بابل والعرب وتكون فتنة عظيمة في الروم وهلاك رجل عظيم منهم بأسباب المحابس ووفور بيوت الأموال وخفة المؤونة على أهل البلدان في الخراج واستعمال الناس للصدق في كلامهم وظهور الخير وصحة الأبدان والأنفس وصلاح حال التجار وجودة الكسب والأرباح وكثرة حمل النساء وسيما الذكور وبلوغ المولودين الكمال فإن كان ذلك على النوع البهيمي وسيما الذي يستعمله الناس دل ذلك على كثرته وزيادته ويعرض لما كان منه على ضد ذلك فساد وهلاك وإن كانت دلالته على العنصر الهوائي دل ذلك على كثرة الأمطار وهبوب الرياح ورطوبة الهواء وحسن اعتداله وإن كانت دلالته على العنصر الأرضي دل ذلك على عمرانه مع كثرة الثمار وصلاح الحنطة والشعير وربما وقع اليرقان في الزرع فأفسده وإن كانت دلالته على العنصر المائي دل ذلك على سلامة الركاب في البحر وكثرة مدود الأنهار والسمك

Page 240