Mihna Cala Imam Ahmad
المحنة على إمام أهل السنة أحمد بن حنبل
Genres
وألقى به الزهاد كل مطلق ... من الخوف دنياه طلاق التبتل مناقبه إن لم تكن عالما بها ... فكشف طروس القوم عنهن واسأل
لقد عاش في الدنيا حميدا موفقا ... وصار إلى الأخرى إلى خير منزل
وإني لراج أن يكون شفيع من ... تولاه من شيخ ومن متكهل
ومن حدث قد نور الله قلبه ... إذا سألوه عقده قال حنبلي
أخبرنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي البغدادي بها، أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: لما كان في أول يوم من شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين، حم أبي ليلة الأربعاء فدخلت عليه يوم الأربعاء وهو محموم يتنفس تنفسا شديدا، وكنت قد عرفت علته، وكنت أمرضه إذا اعتل، فقلت: يا أبت، علام أفطرت البارحة؟ قال: على باقلا، ثم أراد القيام، فقال: خذ بيدي، فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ علي، وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف لي متطبب يقال له: عبد الرحمن قرعة تشوى ويسقى ماءها وهذا يوم الثلاثاء، فتوفي يوم الجمعة فقال لي: يا صالح، قلت: لبيك، قال: لا تشوى في منزلك ولا في منزل عبد الله أخيك.
وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبته. وجاء علي بن الجعد فحجبته، وكثر الناس، فقال: فأي شيء ترى؟ قلت: تأذن لهم فيدعون لك، قال: أستخير الله، فجعلوا يدخلون عليه أفواجا حتى تمتلئ الدار، فيسألونه ويدعون له، ثم يخرجون ويدخل فوج آخر، وكثر الناس، وامتلأ الشارع، وأغلقنا باب الزقاق.
Page 120