Miftah Sacada
مفتاح السعادة
Genres
فهذا موضع الحجة منه عليهم، وهذا خبر مشهور تلقته الأمة من غير تواطي، فأبرار آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رؤساء الأمة وقادتها وسادتها الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((إن الهدى في التمسك بهم )).
وقال الحسن أيضا: (فمن ادعى دينا أو تأول تأويلا، أو ذهب إلى رأي من الآراء من غير الطريق التي دل عليها الكتاب والرسول وأبرار العترة فقد ضل ضلالا بعيدا، وقال الله عز وجل: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب}[الحشر:7].
وقال عز وجل: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}[النساء:115].
وفي الجامع أيضا قال الحسن عليه السلام : (فكلما أجمع عليه علماء العترة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاله فقد لزم أهل الإسلام العمل به، ثم عدد صورا مما أجمعوا عليه حتى قال: أجمعوا على النهي على الكلام في تفسير القرآن بغير علم، ورووا في ذلك هم والأمة معهم من فسر القرآن برأيه وقال فيه بغير علم قولا عظيما، ورووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده ممن يجب الأخذ عنه، وأجمعوا هم والأمة معهم على أن في القرآن ناسخا، ومنسوخا، ومتشابها، وخاصا وعاما، وأنه لا يسع أحد يتكلم في القرآن إلا من يعلم ذلك، وأن أحدا لا يكون حجة بالرأي، والاستحسان).
بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من فسر آية من كتاب الله برأيه لقي الله وهو عليه ساخط )) ولو أن تأويل القرآن مباح للناس، وأن الله تعبدهم أن يتأولوا برأيهم ومبلغ عقولهم ما احتاجوا إلى أن يبعث الله عليهم الرسل يعلمونهم السنن.
Page 75