مقاعد، فيروح الواحد يمينا وشمالا؛ لا في مرضات ربه، ثم يعود إلى مقعده ومركزه، كالفرس تجول ثم تعود إلى أخيته.
فعلى العبد الاعتناء بهذا المشهد الأول؛ فإنه الباب، فإذا شهد لا يقنع حتى يصير له مقعدا، ثم يرجى أن يفتح الله عليه ببقية المشاهد المكملة للأمر الكلي والحال الصديقي.
ومن فتح الله عليه بحقائق هذه المشاهد وختم له بالحسنى عليها: رجي له أن يتحقق حقائقها الذاتية في الدار الأخرى في مراتب الكشف والعيان ؛ كما حققها في الدنيا في مراتب الإيمان والإيقان والإحسان والعرفان، فالذي رزقوه في هذه الدار من الأحوال: نموذجات مقاصد الصدق ورقائقها، قال الله تعالى : (إن المتقين في جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر ).
والله تعالى بكرمه وإحسانه يوفقنا لما يقربنا إليه ؛ ويزلفنا لديه، ويدخلنا في زمرة أوليائه المفلحين؛ وحزبه المقربين، الذين اختصهم لنفسه؛ واصطنعهم لقربه، إنه أرحم الراحمين.
Page 84