Midmar al-haqaʾiq wa sirr al-halaʾiq
مضمار الحقائق و سر الخلائق
Investigator
الدكتور حسن حبشي
Publisher
عالم الكتب
Publisher Location
القاهرة
Genres
History
وَكَانَ قد حضر ذَات يَوْم فِي دَار أستاذ الدَّار وَقيل لَهُ إِن عَليّ بن أبي طَالب ﵇ مَا ملك من الدُّنْيَا شَيْئا وَكَانَ فَقِيرا حَتَّى إِنَّه كَانَ يَأْكُل خبز الشّعير فَقَالَ لَهُ الطوسي
هَذَا مَا يَقُوله إِلَّا من لَا يعرف وَإِلَّا على قد نقل عَنهُ أَنه أدّى زَكَاة أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَكَانَ كثير المَال وَله نعمه وَإِنَّمَا المبغضون لَهُ يَقُولُونَ هَذَا فَقَالَ لَهُ أستاذ الدَّار فَكيف مدح عَليّ بإيثاره بِخبْز الشّعير وبصدقته بالخاتم فَقَالَ هَذَا كَانَ فِي ابْتِدَاء حَاله وَإِلَّا بعد ذَلِك ملك وَصَارَ لَهُ فَقَالَ لَهُ أستاذ الدَّار
أُرِيد أَقف على هَذَا النَّقْل من قَالَه وَعَمن يَنْقُلهُ فَقَالَ لَهُ سمنديار الْوَاعِظ
إِن هَذَا مَا سمع فَقَالَ ابْن الطوسي
يجوز أَنَّك أَنْت مَا سمعته وطولب ابْن الطوسي بإحضار الْحجَّة فَخرج حِينَئِذٍ وَهُوَ يعْتَقد أَنه يبرهن عَن شَيْء لَهُ فِيهِ مصلحَة
فَلَمَّا خرج عرف أَنه قد خاطر بدمه وَأَن هَذِه تكون من أعظم الْحجَج عَلَيْهِ فَادّعى أَنه قد مرض وَبَقِي أَيَّامًا وأنساهم هَذِه الْحَال فَأنْكر على أستاذ الدَّار كَيفَ سمع مِنْهُ هَذَا وَسكت وَكَيف مَا كلفه أَن يحضر الْحجَّة فِيمَا ذكره عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ على ﵇ وَصَارَ الْأَمر أَكثر من أَن يُوصف وَصَارَ النَّاس يثقلون بالأخبار عَن أهل الْبَيْت ﵈ ويذكرون أَشْيَاء من امور الصَّحَابَة مَالا يُفِيد ذكره لَو ذَكرْنَاهُ حَتَّى نقل عَن ابْن الْجَوْزِيّ الْوَاعِظ أَنه قَالَ
مَا أَكثر مَا يسْأَلُون النَّاس عَن مُعَاوِيَة وَيزِيد ويكلفونني شرح أَحْوَالهم مَا يكتفون مني فِي هَذِه الْأَيَّام أنني أرجم لَهُم أَبَا بكر وَعمر وَأَنا مخاطر وَكَانَ النَّاس فِي يَوْم عَاشُورَاء يهجرون الْأَسْوَاق ويعلنون بالنوح على أهل الْبَيْت ﵈ والإنشاد لَا سِيمَا فِي نَاحيَة المختارة ومحلة الكرخ وَهَذَا غلط من ابْن المارستانية وَكَانَت واقعته فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنذكرها إِن شَاءَ الله تَعَالَى
1 / 122