Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
اعلم أن أصحابنا قد ذكر وأن مالم يكن حقيقة من الصفات في صفة أخرى، ولا جار مجرى الحقيقة، فبها فإنه يصح أن يخلق فينا لاعلم بتلك الصفة فمثل العلم بتلك التي ليست حقيقة فيها ولا جارية مجرى الحقيقة، قالوا: ومثاله كونه موجودا فإنه يصح أن يخلق فينا العلم به، قيل: العلم بكونه حيا وقيل: لاعلم بكونه قادرا وعالما ومريدا وكارها،وكذلك يصح أن يخلق فينا العلم بكونه مرتدا قبل العلم بكونه كارها، والعكس، قالا: وكل صفة كانت حقيقة ي صفة أو جارية مجرى الحقيقة لها، فإنه لا يصح منه تعالى أن يخلق فينا العلم بتلك الصفة المحققة قبل الصفة التي هي حقيقة فيها أو جارية مجرى الحقيقة؛ لأن حقيقة الأمر نفسه ولا يصح العلم باليء مع الجهل بماهيته ومعناه مثال الصفة التي هي حقيقة في الأخرى الصفات الأربع، فإنها حقيقة في الصفة الأخص، وكذلك كل واحدة منها؛ لأن حقيقتها الصفة المقتضية للصفات الأربع المذكورة، وإن حققها بواحدة منها كفت، وكذلك كونه تعالى حياص مع الصفات التي يصححها، لأنك تقول حقيقة الحي المختص بصفة لكونه عليها يصح أن يقدر، وكذلك سائر ما يحجه كونه حيان ومثال الصفة التي تجري مجرى الحقيقة ما يقوله في كونه قادرا عالما من يصح منه الفعل المحكم، وفي كونه مرتدا من يصح أن يوقع أفعاله على الوجوه المختلفة، وفي كونه كارها من يصح أن يوقع كلامه نهيا أو تهديدا فرع على حكم كونه قادرا وهو صحة غيجاد المقدور مطلقان هذا ما ذكروه ووللناظر فيه نظرة.
فصل
والعلوم قد تماثل وقد تختلف ولا تتاد لاستحالة تعلق العلم بالشيء لا على ما هو به، وذلك شرط البيضاء إذ لا تضاد العلم المعلق بالشيء على ما هو به إلا ما تعلق به لا على ما هو به، فأما إذا تعلق الثاني به على ما هو به فهو مثل الأول.
Page 106