Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
وأجيب بأن المراد بجعله مؤثرا أنه كالآلة والمؤثر في الحقيقة هو الناظر لكنه جعله ابن مثوبة مؤثرا بواسطة النظر لا بواسطة كنه ناظرا والسائل توهم أنه جعل المؤثر النظر من غير أن يكون للناظر تأثير وليس كذلك.
الوجه الثاني: أن يقع عقيب تذكر النظر والإستدلال ومرادهم بذلك النظر العلم بأنه قد كان نظر واستدل والعلم بذلك ضروري وأن نظن مع ذلك العلم إنه كان معتقدا ساكن النفس ولا بد أن يكون في نفس الآمر قد كان حصل له العلم عن ذلك النظر المتذكر وقد اختلفوا في كيفية حصول العلم عن التذكر، فالذي عليه الجمهور أن التذكر على الصفة التي ذكرنا ندعوه إلى فعل اعتقاد للآمر الذي يذكر النظر المؤدي إلى العلم به، ويكون ذلك الإعتقاد علما لحصوله على ذلك الوجه، وحكي عنه الرجوع إلى المذهب الأول، واختلفوا أيضا فقال القاضي وهو أحد قولي أبي هاشم: يفعله بعد الإنتباه؛ إذ التذكر داع والداعي من حقه التقدم، وقال أبو هاشم في أحد قوليه: يفعله حال الإنتباه؛ لأن السهو الذي هو النوم أبطله، فلما زال في فعله الحال فينفي بناءا على مذهبه.
قال الفقيه قاسم: ولا بد من تقدم هذا التذكر ومقارنته بتكون التذكر وهو علمه بأنه قد كان نظر وظنه؛ لأنه قد كان معتقدا اسكن النفس متقدمين على هذا الإعتقاد من حيث أنها تؤثر في وقوع الكلام على وجه، وإنما لم تحب تقدمها مع ذلك، ووجب تقدم التذكر مع مقارنته؛ لأنه أيضا داع وليست كذلك، وقد أوضح المصنف رحمه الله أن النظر لا تأثير له هاهنا، وما ذكره يمنع من تأثيره في نفس اعتقاد المتذكر، وفي كون اعتقاده علما.
Page 88