245

Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

Genres

Qur’an

اعلم أن للأعراض قسما كثيرة موضع استيفائها علم اللطيف وقد ذكر ابن متويه رحمه الله منها كثيرا ومن ذلك انقسامها إلى شرط ومشروط فيه، وإلى ما ليس بشرط ولامشروط فيه، وإلى مشروط فيه غير شرط، وإلى شرط غير مشروط.

فالأول: كالحياة فإنها شرط في وجود العلم وغيره مشروط بالبنية.

والثاني: المعاني الراجعة إلى المحل كالأكوان والألوان.

والثالث: العلم والإرادة والكراهة ونحوها فإنها مشروطة بالحياة وهي غير شرط.

والرابع: البنية فإنها شرط في الحياة غير مشروطة بشيء.

وينقسم إلى سبب ومسبب وهو الاعتماد والكون ومسبب غير سبب وهو التأليف والصوت والألم العلم، وإلى سبب غير مسبب وهو النظر إلى ما ليس بسبب ولامسبب وهو سائرها على الصحيح.

فصل

قوله: (والمعدوم شيء عند الجمهور).

اعلم أن مذهب الجمهور من الزيدية والمعتزلة أن المعدوم شيء وأن في العدم ذوات ثابتة لا نهاية لها وخالف من شيوخ المعتزلة من ذكره المصنف ومن غيرهم الدهرية والفلاسفة المتقدمون وبعض الفلاسفة الإسلاميين وذهب من أئمتنا إلى نفيها الإمام عماد الإسلام وقال في التمهيد: ذهب المحققون من جماهير العلماء إلى أن المعدوم ليس بشيء ولا عين ولا ذات في حال عدمه وإنما هو نفيم حض والله تعالى هو الموجد للأشياء والمحصل لذواتها وحقائقها.

قلت: وهذا هو الحق الذي لاريب فيه ولعمري أن إثبات ذات العدم لها صفة وأحكام ويتعلق بها بعض المتعلقات مما لاينبغي أن يكون معقولا وأنه أبعد في التعقل من الطبع والكسب ونحوهما.

وههنا جهة أخرى من الخلاف:

ذهب جمهور المثبتين للذوات في العدم إلى أن الصفات الذاتية تثبت لها في حال عدمها، وقال أبو إسحاق..... مع اعترافه بأنها أشياء وذوات لايستحق في حال عدمها شيئا من الصفات وسيأتي تحقيق ذلك في فصل الصفات.

قوله: (وقال أبو القاسم شيء وليس بذات).

Page 265