Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
قال صاحب الرسالة: وهي نافعة جدا في تعظيم أمر الله والشفقة على خلقه وعدها من غير اليقينيات والمسلمات عندهم قضايا تسلم عند الخصم وينبني عليها الكلام سواء كانت مسلمة فيما بينهما خاصة أو بين أهل علم كتسليم الفقهاء أصول الفقه، ومثاله أن يستدل الفقيه على وجوب الزكاة في حلي البالغة بقوله عليه السلام: <في الحلي زكاة> فيقول الخصم: هذا الخبر آحادي والآحادي ليس بحجة، فيقول له : قد ثبت هذا في علم أصول الفقه ولابد من أن نأخذ ههنا. قال صاحب شرح الرسالة: والقياس المؤلف من المشهورات والمسلمات يسمى جدلا ، والغرض منه إفحام الخصم وإقناع من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان.
قوله: (ولهذا أقسم الرازي بيمين كبيرة في محصوله).
المحصول: كتاب له في اصول الفقه قال فيه: أحلف بالله وبالأيمان التي لامخارج منها أني راجعت عقلي وذهني وطرحت الهوى والتعصب فلم أجد عقلي قاطعا بذلك في حق من لايصح عليه النفع والضرر بل ولا ظانا.
قوله: (ولم تجعلوا الاستدلالات يقينية).
إن أمكن حمل قولهم أن الاستدلاليات غير يقينية على أن مرادهم ليست بضرورية لأنهم ممن استدل وبنى مذاهبه على الاستدلال فالخلاف في عبارة وإن قصدوا أن الاستدلاليات غير معلومة فالخلاف معنوي وبطلان كلامهم يظهر بما ذكره من حصول أمارة العلم فيها لسكون النفس والمطابقة.
قوله: (ثم يقال لأهل الإسلام منهم).
أي ممن قال بأنها غير يقينية وهم الفلاسفة والمجبرة وهذا إنما يخاطب به الأشعرية أهل الإسلام فأما الفلاسفة فإنهم لايثبتون الصانع المختار أصلا فكيف يمكن أن يراجعهم في ادلتهم عليه.
قوله: (والقسمان باطلان).
أي أن يكون متحركة أو ساكنة مع كونها أزلية ومما يعلل به بطلانهما أنه لايكون متحركا إلا بأن ينتقل من جهة إلى أخرى ولاساكنا إلا بأن يكون لابثا في الجهة وقتين فصاعدا.
قوله: (مما ليس بضروري وقد لاينتهي إلى أصل ضروري).
Page 233