Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
تنبيه اعلم أن المصنف رحمه الله لم يحتج على أن النظر أول الواجبات بل اكتفى بما يحلل من الكلام والتبيين الحسن وإبطال أن يكون غيره أول الواجبات، وقد ذكر ابن الملاحمي أن المكلف إذا عرف وجوب النظر لم يحتج إلى أن يعلم أنه أول الواجبات، قال: وإنما ذكر أهل العدل ذلك لشدة الاهتمام بتأديته و... لأنه واجب مضيق لايسع تأخيره فضلا عن تركه، وذكر أصحابنا ما فيه مزيد بيان لذلك فقالوا: الواجبات ضربان شرعية وعقلية، فالشرعية لايصح العلم بها وبوجوبها إلا بعد العلم بالله تعالى وتوحيده وعدله، وبنوه بنية قبلت تقدم المعرفة في الوجوب عليها لتمكن التوصل إلى معرفة وجوبها ولاكلام في تقدم النظر على المعرفة فيكون متقدما في الوجوب على الشرعيات بلا محالة.
والعقلية ضربان: علمية وعملية
فالعلمية: المعارف الإلهية كمعرفة الصفات والعدل، ونحو ذلك، ومعلوم أنه لايجب فعلها إلا بع العلم بالله تعالى إذ لايمكن العلم بها من دون العلم بذاته تعالى؛ لأن العلم بأوصاف الذات وأفعالها مؤخر عن العلم بها. وأما العملية فالمعرفة لطف فيها ومن حق اللطف أن يكون متقدما على الملطوف ليثبت له حظ الدعاء إليه فقد بان أن المعرفة متقدمة في الوجوب على سائر الواجبات ولاشك في تقدم النظر عليها إذ لايوصل إليها سواه على ما تقدم وما أوصل إلى الشيء فهو متقدم عليه.
قوله: فلا يجب علينا تحصيل شرطه.
Page 218