Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
وقد عرفت أن الألفاظ المستعملة فيما كان من غير اختيار ثلاثة إكراه وإلجاء واضطرار، وأما في العرف فلابد من اشتراط أن تكون الضرورة تفعل من جهة الغير، والمراد بالعرف عرف أهل اللغة، إذ عرف الزمان وحقيقة الضروري في العرف ما يحصل فينا لامن قبلنا واشترط أبو هاشم والجمهور في تسميته ضروريا أن يكون جنسه داخلا تحت مقدورنا.
وقال أبو علي: لايشترط أن يكون جنسه داخلا تحت مقدورنا فيقال لون ضروري كما يقال حركة ضرورية. قيل: وكلام الجمهور أقرب وأصح لأن العرف له شبه بالوضع اللغوي، والضرورة في اللغة للإجاء والإكراه، وهما لايستعملان إلا فيما يدخل جنسه تحت مقدورنا.
فإن قيل: كيف وقع الخلاف بين الشيخين في العرف، وعرف أهل اللغة. سنقول عنهم: وكذلك عرف أهل الأزمنة ما وقع التعارف به بينهم فكيف يتصور الخلاف في ذلك. فالجواب: انه لايمتنع أن يختلف النقل عن المتعارفين في اللغة أ, الزمان أو يكون كل واحد منهما اعتبر عرف زمنه، وأما في اصطلاح أهل علم الكلام فالضروري عندهم قسم من نوع العلم، وهو العلم الحاصل فينا لامن قبلنا.
وقيلك العلم الذي لايمكن العالم به إخراج نفسه عن استمرار كونه عالما بمعلومه. وقال ابن الملاحمي: الضروري علم لايقف على استدلال العالم إذا كان يصح منه الاستدلال، واحترز بهذا الطرف الأخير عن كونه تعالى عالما، والذي يقابل الضروري المكتسب وحقيقته: العلم الحاصل فينا من قبل أنفسنا. وقيل: ألعلم الذي يمكن العالم به إخراج نفسه من العلم بما تناوله. وقال ابن الملاحمي: علم يقف على استدلال العالم به. قوله: يسحب أنظارنا هذا اللفظ يحتمل وجوها أربعة، أحدها: أن العلم يحصل بحسب النظر أي يقل بقلته ويكثر بكثرته، بالنظر إلى مسائل متعددة وقد أشار إليه رحمه الله بقوله في الكمية.
Page 141