Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

Abdulaziz bin Muhammad bin Saud d. Unknown
65

Methodology of the Companions in Inviting Polytheists Who Are Not People of the Book

منهج الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب

Publisher

دار الرسالة العالمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

بيروت

Genres

وقال تعالى: ﴿فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ﴾ (^١)، ففي تحطيم الأصنام رجوع للعقل والتمييز، وهذا ما قام به معاذ وأصحابه من إلقاء إله عمرو بن الجموح في حفرة القذارة ليبينوا له أن إلهه لا يستطيع أن ينقذ نفسه أو ينفعها مما جعله يعلق سيفه عليه ليرى هل يدافع هذا الإله عن نفسه أم لا، كذلك ما قال إبراهيم ﵇ لقومه: ﴿قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَاإِبْرَاهِيمُ (٦٢) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (٦٣) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (^٢)، "فذكروا حين قال لهم إبراهيم ﵇: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ في أنفسهم ورجعوا إلى عقولهم ونظر بعضهم إلى بعض فقالوا: إنكم معشر القوم الظالمون هذا الرجل في مسألتكم إياه وقولكم له: من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ وهذه آلهتكم التي فعل بها ما فعل حاضرتكم فاسألوها" (^٣). ويقول الإمام الرازي: "إنه عندما لم يستطع إقناعهم بالدلالة العقلية لجأ إلى الدلالة الفعلية وهي قوله: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ﴾ وأراهم ﵇ عدم الفائدة من عبادتها، وفي قوله تعالى: ﴿فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ أن إبراهيم ﵇ لما نبههم بما أورده عليهم وعلى قبح طريقتهم تنبهوا فعلموا أن عبادة الأصنام

(^١) سورة الصافات، الآية: ٩٣. (^٢) سورة الأنبياء، الآيات: ٦٢ - ٦٤. (^٣) جامع البيان، الطبري، ٨/ ٥٣.

1 / 71