135

Methodology of Imam Al-Tahir ibn Ashur in Interpretation

منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير

Publisher

الدار المصرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

القاهرة

Genres

التفسير بالرأى عند ابن عاشور: فى المقدمة الثالثة من المقدمات العشر التى تصدرت" التحرير والتنوير" كتب ابن عاشور عن التفسير بغير المأثور، ومعنى التفسير بالرأي، حيث طرح سؤالا طويلا فى أول هذه المقدمة ... قال: «إذ قلت: أراك بما عددت من علوم التفسير تثبت أن تفسيرا كثيرا لم يستند إلى مأثور عن النبى ﷺ، ولا عن أصحابه، وتبيح لمن استجمع من تلك العلوم حظا كافيا، وذوقا ينفتح له بهما من معانى القرآن ما ينفتح عليه أن يفسر من آى القرآن بما لم يؤثر عن هؤلاء، فيفسر بمعان تقتضيها العلوم التى يستمد منها علم التفسير، وكيف حال التحذير الواقع فى الحديث الذى رواه الترمذى عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال: «من قال فى القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار» (١). والحديث الذى رواه أبو داود والترمذى والنسائى أن النبى ﷺ قال: «من تكلم فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ»، وكيف محمل ما روى من تحاشى بعض السلف عن التفسير بغير توقيف؟ فقد روى عن أبى بكر الصديق أنه سئل عن «الأبّ فى قوله: وَفاكِهَةً وَأَبًّا (٢)، فقال: «أى أرض تقلنى، وأى سماء تظلنى، إذ قلت فى القرآن برأيى»، ويروى عن سعيد بن المسيب والشعبى إحجامهما عن ذلك» (٣).

(١) انظر سنن الترمذى، ج ٢، ص ١٥٧،" أبواب التفسير" وذكر فى موضع آخر: «قال أبو عيسى: هكذا روى عن بعض أهل العلم من أصحاب النبى ﷺ وغيرهم أنهم شدّدوا فى هذا، فى أن لا يفسر القرآن بغير علم». أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة، الجامع الصحيح، ج ٥، ص ٢٠٠، تحقيق إبراهيم عطوة عوض، ط. الحلبى. (٢) سورة عبس: الآية ٣١. (٣) التحرير والتنوير، ج ١، ص ٢٨، المقدمة الثالثة.

1 / 142