Method of Studying Religions Between Sheikh Rahmatullah Al-Hindi and Reverend Pfander
منهج دراسة الأديان بين الشيخ رحمت الله الهندي والقس فندر
Genres
الأموية. سجل بروز غزنة (١) في عهد السلطان محمود الغزنوي (٣٨٨ - ٤٢١ هـ/٩٩٨ - ١٠٣٠ م) بدء عهد جديد في تاريخ الإسلام في الهند، ولكن النمو الحقيقي للمجتمع الإسلامي في الهند حدث عندما سيطر الغوريون على شمالي الهند، وفي عهد سلاطين دهلي، وعندما بدأ محمد بن تغلق (٧٢٥ - ٧٥٢ هـ) بمحاولات للسيطرة على الدكنكان تمهيدا لنشر الإسلام فيها فأخذ يشجع العلماء والأولياء على الانتشار في مناطق مختلفة في الجنوب فاعتنقت الإسلام قبائل كثيرة نتيجة لتأثرهم بالمتصوفة المسلمين، كما أن تعاليم الإسلام التي تنادي بالمساواة، اجتذبت أعدادًا كبيرة من الطبقة الدنيا الهندوسية المنبوذة ... وقد تأثر الفكر الديني الإسلامي في الهند بالمؤلفات الدينية التي دخلتها من الخارج، سواء في التفسير أم الحديث أم الفقه أم التصوف، وعندما دخلت مؤلفات ابن عربي «فصوص الحكم» و«الفتوحات المكية» إلى الهند غدت أفكار ابن عربي وآراؤه شائعة في الأوساط الدينية الإسلامية، وزاد من تأثير فكر ابن عربي بروز الشعر الصوفي في غزنة، وتأليف «المثنوي» لجلال الدين الرومي. فلما دخلت تعاليم ابن تيمية (٢)
إلى الهند عن طريق أحد تلامذته وهو عبد العزيز الأردبيلي بدأ العلماء
_________
(١) الدولة الغزنوية (٣٥١ - ٥٨٢ هـ، ٩٦٢ - ١١٨٦ م). يرجع ظهور الدولة الغزنوية التي سميت بعاصمتها غزنة (مدينة مشهورة في طرف خراسان في حدود الهند) إلى سبكتكين أحد المجاهدين المسلمين، فقد ولاه السامانيون منطقة غزنة، ثم مد سلطانه في الشرق حيث ولاه السامانيون إقليم خراسان عام ٣٨٤ هـ، ٩٩٤ م مكافأة له على قمع الثوار في بلاد ما وراء النهر. الموسوعة العربية العالمية السعودية، مرجع سابق ..
(٢) «هو تقي الدين (٦٦١ - ٧٢٨ هـ/١٢٦٣ - ١٣٢٨ م) أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله، ابن تيمية، النميري، الحراني الدمشقي، الحنبلي، تقي الدين الإمام، شيخ الإسلام. اشتهر بابن تيمية لأن جده الأعلى محمد بن الخضر حج، وكانت امرأته حاملًا، فلما كان بتيماء رأى جارية جميلة، ولما رجع إلى حران وجد امرأته وضعت بنتًا، فلما رفعوها إليه قال يا تيمية، يا تيمية، يعني أنها تشبه التي رآها بتيماء. فسمي بها، أو أن جده محمدًا كانت أمه تسمى «تيمية» وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها. ونسبته إلى بني نمير تدل على أنه عربي الأصل، والدمشقي لأنه استوطن بدمشق ومات بها، والحنبلي نسبة إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل الذي تفقه عليه، وناصره في الغالب .. وأطلق عليه لقب «شيخ الإسلام» لغزارة علمه، وسعة معارفه، وقيامه بالدعوة، ووقوفه في وجه الأعداء، ولمواقفه المشهورة مع الكفار المعتدين من التتار وغيرهم. والحراني نسبة إلى «حران» وهي البلدة التي ولد بها، بتشديد الراء، مركز ديار مضر (شمال شرقي سورية) بينها وبين الرها يوم، وبين الرقة يومان، قيل هي أول مدينة بنيت بعد الطوفان، كانت منزل الصابئة، وهي مهاجر إبراهيم الخليل ﵇، وهي اليوم في تركية قرب أورفة، وعمرت بعد أن أصابها الخراب على يد التتار ... ولد ابن تيمية بحران وهو سليل أسرة علمية عريقة: معروفة ومشهورة، فوالده شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله (ت ٦٢٧ - ٦٨٢ هـ) كان عالمًا فاضلًا، من كبار فقهاء الحنابلة تفقه بأبيه، وأحكم فروع المذهب، ودرس وأفتى وصنف، وكان إمامًا محققًا في عدة علوم، وتولى مشيخة دار الحديث السكرية بدمشق، وكان له كرسي بالجامع الأموي الكبير يعلم فيه أيام الجمع من حفظه، وتوفي بدمشق، ودفن في مقابر الصوفية. وجده الشيخ مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر (٥٩٠ - ٦٥٢ هـ) حفظ القرآن وسمع الحديث، ورحل في طلب العلم إلى بغداد وأقام فيها بضع سنوات، ثم رجع إلى بلده حران، ثم عاد إلى بغداد، فازدادت شهرته، وصار فردًا في زمانه، رأسًا في الفقه وأصوله، إمامًا من أئمة الحنابلة، وله معرفة كبيرة بالقراءات والتفسير، وصنف عدة مصنفات، منها «التفسير»، و«منتقى الأخبار في أحاديث الأحكام»، و«المحرر في الفقه الحنبلي»، وتوفي ببغداد. وأمه ست النعم بنت عبد الرحمن الحرانية، كانت فاضلة ورعة تقية زاهدة، وكان لها تأثير كبير في تربية ابنها وتعليمه وتشجيعه على الجهاد لإحياء الشريعة ... حفظ ابن تيميه القرآن الكريم في صغره، بدمشق، وبدأ جمع العلوم الشرعية فحفظ الحديث حتى صار حافظًا ومحدثًا، وأول كتاب حفظه «الجمع بين الصحيحين» للإمام الحميدي، وسمع عدة مرات مسند أحمد، وصحيح البخاري، ومسلم، وجامع الترمذي وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني، وذلك على عدة شيوخ، وسمع منه هذه الكتب تلاميذه، وكان يستوعب السنن والآثار. درس الفقه، فتفقه على والده، وعلى كبار فقهاء عصره في دمشق، وكان دون العشرين عندما تأهل للفتوى، فأفتى وله تسع عشرة سنة، واستوعب مذاهب الصحابة والتابعين وآراء المذاهب الأربعة مع الأدلة، كما درس علم أصول الفقه، ووصل إلى درجة الاجتهاد لاجتماع شروطه فيه، فاجتهد واعتمد كثيرًا على الاستدلال بالقرآن والسنة حتى قال ابن كثير: «إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره»، وكان عالمًا باختلاف العلماء، عالمًا بالأصول والفروع. =
1 / 22