Meditations on Surahs and Verses
تأملات في السور والآيات
Publisher
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٤٠ هـ
Genres
هذه الآية الكريمة فيها الخطاب بالمدلول العام فبدأ بـ[يا أيها الناس] (للجميع) وهي واضحة الدلالة (^١)، ومغزاها حث الجميع على عبادة الله: ﴿اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾، بل وجاءت بعد ذكر صنفين من أصناف البشر بحسب معتقدهم وهم الكافرون (^٢) في قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
_________
= ينذروا أنهم لا يؤمنون، لطبعه على قلوبهم وعلى سمعهم، وجعله على أبصارهم غشاوة، وعن فريق آخر أنه يخادع الله والذين آمنوا بما يبدي بلسانه من قلبه: آمنا بالله وباليوم الآخر، مع استبطانه خلاف ذلك، ومرض قلبه، وشكه في حقيقة ما يبدي من ذلك؛ وغيرهم من سائر خلقه المكلفين، بالاستكانة والخضوع له بالطاعة، وإفراد الربوبية له، والعبادة دون الأوثان والأصنام والآلهة؛ لأن الله ــ جل ذكره ــ هو خالقهم وخالق من قبلهم من آبائهم وأجدادهم، وخالق أصنامهم وأوثانهم وآلهتهم، فقال لهم ــ جل ذكره: فالذي خلقكم وخلق آباءكم وأجدادكم وسائر الخلق غيركم وهو يقدر على ضركم ونفعكم أولى بالطاعة ممن لا يقدر لكم على نفع ولا ضر. تفسير الطبري (١/ ٣٨٤، ٣٨٥).
انظر تفسير القرطبي (١/ ٣٤٠) أنه عام في جميع الناس، فيكون خطابه للمؤمنين باستدامة العبادة، وللكافرين بابتدائها. وهذا حسن، كان المعنى على أوجه وجّه للمؤمنين ووجّه للكافرين كما بينا.
(^١) والظاهر أن الحديث هو عن الجميع تكرر معنا؛ فأول سورة الفاتحة خطاب للجميع، وهنا أيضًا خطاب للجميع، فليتنبه إلى ذلك.
(^٢) يقول الطاهر بن عاشور: المذكورين هنا هم فريق من المشركين التحرير والتنوير (١/ ٢٤٨).
1 / 87