Al-Muzdakiyya hiya aṣl al-ishtirākiyya
المزدكية هي أصل الاشتراكية
Publisher
دار الكتاب
Edition
الأولى
Publication Year
١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م
Publisher Location
الدار البيضاء
Genres
التهوك هو التحير، كما جاء في كتب اللغة، جاء في "لسان العرب" للتهوك هذه المعاني: (التهوك: السقوط في هوة الردى، والأهوك والأهوج واحد، والأهوك الأحمق، فيه بقية، وقال الجوهري: التهوك مثل التهور، وهو الوقوع في الشيء بقلة مبالاة وغير روية - والتهوك التحير الخ) والتهوك، أو التهور، أو التحير، معناه عدم الاستقرار على أمر، وهو دليل على قلة الإيمان والجزم بالأمر، والحقيقة أن البعض من المسلمين - إن لم نقل الكثير منهم - قد أصابهم هذا المرض الخطير وهو التهوك والتحير في أمر دينهم، مع أن دينهم - الإسلام - الذي اختاره لهم رب العالمين قد جاءهم بما فيه الكفاية من الإيمان واطمئنان النفوس وراحة البال والضمير.
فالمسلم الصادق في إسلامه لا يشك ولا يتحير فيما جاءه من عند الله بواسطة رسول الله محمد ﷺ، وهو شريعة الإسلام الجامعة لما فيه صلاح الإنسان وسعادته في دنياه وفي أخراه؟ فقد أغناه الله بها عن كل شرع أو تشريع سواها. فلا حيرة ولا تحير، ولا اضطراب ولا تهوك في حياة المسلم الموقن بربه وبدينه وبنبيه.
فقد تهوك اليهود والنصارى في أمر دينهم، فأدخلوا فيه وأخرجوا منه ما لم يأذن الله به، فحرفوا وبدلوا وغيروا، ومن هنا جاءهم التهوك والتحير، ودعما لهذا المعنى نورد - كتحذير لإخواننا المسلمين - ما حدث لسيدنا عمر بن الخطاب ﵁ عن حسن نية ورغبة في ازدياد الخير - كما جاءت بذلك الأخبار والآثار:
فقد جاء في الأخبار والآثار أن عمر بن الخطاب ﵁ كان له صديق كتابي - يهودي - يزوره بين الحين والآخر، فذهب إليه ذات يوم فوجده يقرأ كتاب التوراة، فأعجبه ما سمعه منه، فطلب إليه استنساخه ففعل وجاء عمر بذلك إلى رسول الله ﷺ فرحا مسرورا بهذه الغنيمة، ولما عرض ما جاء به - قرأ شيئا منه - على الرسول ﷺ، تغير وجهه الشريف، وقال لصاجه عمر ما قال، وأغلظ له في القول، فانزعج عمر لما رآى من غضب رسول الله ﷺ، فطلب منه الصفح والعفو، والروايات في هذه الواقعة متنوعة متعددة الطرق، وإن كانت ترجع إلى شيء واحد وهو إنكار الرسول صلى
1 / 234