185

اللهم وقد أكدى (1) الطلب، وأعيت الحيلة والمذهب، ودرست الآمال، وانقطع الرجاء إلا منك وحدك لا شريك لك.

اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة (2) ، ومناهل (3) الرجاء لديك مترعة (4) ، وأبواب الدعاء لمن دعاك مفتحة، والاستعانة لمن استعان بك مباحة، وأعلم أنك لداعيك بموضع إجابة، وللصارخ إليك بمرصد إغاثة، وأن في اللهف إلى جودك والضمان بعدتك عوضا من منع الباخلين، ومندوحة (5) عما في أيدي المستأثرين، وأنك لا تحتجب (6) عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك.

وقد علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة، وقد ناجاك بعزم الإرادة قلبي، فأسألك بكل دعوة دعاك بها راج بلغته أمله، أو صارخ إليك أغثت صرخته، أو ملهوف مكروب فرجت عن قلبه (7) ، أو مذنب خاطيء غفرت له، أو معافى أتممت نعمتك عليه، أو فقير أهديت غناك إليه، ولتلك الدعوة عليك حق، وعندك منزلة، إلا صليت على محمد

Page 197