Mawt Yazur Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genres
قال الكولونيل فيتزويليام: «لقد أصبح جنديا شجاعا. وأنا أتفق مع دارسي، ولا أستطيع أن أتخيله كمجرم قاتل. هل نعرف كيف كان يعيش مع زوجته منذ ترك الجيش عام 1800؟»
قال دارسي: «لم يأت قط إلى بيمبرلي ولم نتواصل قط، لكن السيدة ويكهام كانت تذهب إلى هايمارتن. ولم تكن حياتهما الزوجية زاهرة. لقد أصبح ويكهام بطلا قوميا بعد الحملة على أيرلندا، وضمن ذلك له أن ينجح دوما في الحصول على الوظائف، لكن ليس في الحفاظ عليها. من الواضح أن الزوجين ذهبا إلى لونجبورن حين كان السيد ويكهام عاطلا عن العمل، وكان المال شحيحا معهما، ولا شك أن السيدة ويكهام كانت تستمتع بزيارة الأصدقاء القدامى والتباهي بإنجازات زوجها، لكن زياراتها نادرا ما كانت تدوم أكثر من ثلاثة أسابيع. لا بد أنه كان هناك من يدعمهما ماديا، وبصفة منتظمة، لكن السيدة ويكهام لم تسهب في شرح الأمر، ولم تسألها السيدة بينجلي بالطبع. معذرة إن كان هذا هو كل ما أعرفه أو ما أريد أن أعرفه فعلا.»
قال ألفيستون: «حيث إنني لم ألتق بالسيد ويكهام قبل ليلة يوم الجمعة، فرأيي عن براءته أو اتهامه مبني ليس على شخصيته أو تاريخ حياته، وإنما هو مبني فقط على تقييمي للأدلة المتاحة حتى الآن. في اعتقادي أنه يتمتع بدفاع ممتاز. حيث يمكن للاعتراف المزعوم ألا يعني شيئا أكثر من اتهامه بإثارة صديقه ليخرج من العربة. كان السيد ويكهام تحت تأثير الشراب، وهذا النوع من الحساسية العاطفية بعد التعرض لصدمة يعد شائعا حين يكون المرء مخمورا. لكن لننظر إلى الأدلة المادية. اللغز الرئيسي في هذه القضية هو سبب دخول الكابتن ديني إلى الغابة. لماذا كان يخشى ويكهام؟ كان ديني هو الأقوى والأضخم جسدا كما كان مسلحا. ولو كانت نيته أن يسير عائدا إلى الفندق، فلم لم يسلك الطريق؟ لا شك أنه كان يمكن أن يستقل العربة، لكن كما قلت، لم يكن هناك من الخطر الكبير ما يثير قلقه. ولم يكن ويكهام ليهاجمه في وجود السيدة ويكهام في العربة. وربما يمكن القول إن ديني شعر أنه مكره ليترك صحبة ويكهام، وفي الحال، وذلك لشعوره بالاشمئزاز من خطة رفيقه حيث سيترك السيدة ويكهام في بيمبرلي من دون أن تكون مدعوة إلى الحفل، ومن دون إخطار السيدة دارسي. كانت الخطة غير مهذبة ومستهترة بالطبع، لكنها بالكاد تكفل سببا لهروب ديني من العربة بهذه الطريقة الدرامية. حيث كانت الغابة مظلمة وليس بها أي ضوء؛ وفي رأيي أن تصرفه هذا غامض وغير مفهوم.
وهناك دليل أقوى. أين هي أسلحة الجريمة؟ لا شك أن هناك سلاحين. فالضربة الأولى التي وجهت إلى الجبهة تسببت في نزيف منع ديني من أن يرى موضعه وخلفته مترنحا. أما الجرح الموجود في مؤخر الرأس فسببه سلاح مختلف، شيء ثقيل ذو حافة مصقولة، ربما كان حجرا. وبحسب رواية الذين رأوا الجرح - ومن بينهم أنت أيها السيد دارسي - فإن الجرح غائر وطويل، بحيث يمكن لرجل يؤمن بالخرافات أن يقول إن اليد التي تسببت به ليست يدا بشرية، ولا شك أنها ليست يد ويكهام. وأشك أنه بمقدور ويكهام أن يحمل حجرا بهذا الحجم بسهولة ويرفعه عاليا بما يكفي ليسقطه على هدفه بالتحديد. هذا إذا كنا سنفترض أن الحجر كان موجودا بالقرب منه عن طريق الصدفة؟ ثم إن هناك تلك الخدوش على جبهة ويكهام وعلى يده. لا شك أنها تشير إلى أن ويكهام ضل طريقه في الغابة بعد أن وجد جثة الكابتن ديني.»
قال الكولونيل فيتزويليام: «أتقول إذن إنه سيتم تبرئته إذا ما أحيلت القضية إلى المحكمة؟» «أعتقد من خلال الأدلة الموجودة حتى الآن أن تتم تبرئته، لكن دائما ما تكون هناك مجازفة في القضايا التي لا يكون فيها مشتبه به آخر؛ بحيث ستسأل هيئة المحلفين نفسها، إن لم يفعل هو ذلك، فمن فعله؟ فمن الصعب على قاض أو محامي الدفاع تحذير هيئة المحلفين من هذا الأمر، من دون أن ينبه أذهانهم إليه في الوقت نفسه. سيحتاج ويكهام إلى محام بارع.»
قال دارسي: «ستكون تلك مسئوليتي.» «أقترح أن تحاول تعيين جيريميا ميكلدور. إنه رائع في هذا النوع من القضايا، وفيما يتعلق بهيئة محلفي المدينة، لكنه لا يعمل إلا على القضايا التي تثير اهتمامه ويكره ترك لندن.»
قال دارسي: «هل هناك فرصة أن تحال الدعوى إلى لندن؟ خلافا لذلك، لن ينظر في القضية حتى تعرض على محكمة محلية في ديربي في الصوم الكبير التالي أو في الصيف.» ثم نظر إلى ألفيستون. وقال: «ذكرني بالإجراءات.»
قال ألفيستون: «تفضل الدولة أن تتم محاكمة المدعى عليهم أمام المحاكم المحلية. والحجة في ذلك هي أن يتمكن الناس من رؤية تحقيق العدالة بأنفسهم. وإن تمت إحالة الدعوى، فإنها لا تحال إلا إلى المحكمة المحلية التالية، وينبغي أن يكون هناك سبب وجيه لفعل ذلك؛ شيء جدي وخطير بحيث سيكون من الصعب إجراء محاكمة عادلة في المدينة المحلية، كمسائل تتعلق بالنزاهة أو هيئة محلفين موقوفة أو قضاة يمكن رشوتهم. وعلى الجانب الآخر قد تكون هناك خصومة محلية تجاه المدعى عليه بحيث يمنع ذلك من إجراء جلسات استماع نزيهة. والمدعي العام هو من يملك الصلاحية للتحكم في المحاكمات الجنائية والفصل فيها، الأمر الذي يعني أن المحاكمات يمكن أن تنقل إلى مكان آخر في نطاق اختصاصه.»
قال دارسي: «سيكون الأمر إذن بيد سبينسر بيرسيفال؟» «بالضبط. وقد يقال إنه نظرا إلى أن الجريمة ارتكبت ضمن ملكية قاض محلي، فقد يكون هو وأسرته مشاركين في الأمر على نحو غير منطقي، أو قد تثار شائعات محلية وتلميحات عن العلاقة بين منزل بيمبرلي والمتهم، التي قد تعرقل سير العدالة. ولا أعتقد أنه من السهل نقل المتهم، لكن حقيقة أن ويكهام قريب لك وللسيد بينجلي بالمصاهرة فقد يمثل ذلك أحد عوامل التعقيد، الأمر الذي قد يكون له ثقله أمام المدعي العام. ولن يتخذ المدعي العام قراره بناء على الرغبات الشخصية، وإنما سيكون مبنيا على ما إذا كان نقل القضية سيخدم العدالة. وفي اعتقادي أن تعيين جيريميا ميكلدور للدفاع عن ويكهام أمر يستحق المحاولة متى ما عقدت المحاكمة. لقد كنت محاميا مبتدئا لديه قبل عامين، وأعتقد أنني قد أتمتع بشيء من التأثير عليه. وأقترح عليك أن ترسل له خطابا بالبريد السريع تصف له فيه الوقائع وسأتبع أنا ذلك بمناقشته في القضية حين أعود إلى لندن، حيث سيتحتم علي العودة بعد التحقيق.»
قال دارسي بأنه ممتن لذلك وقبل اقتراحه. ثم قال ألفيستون: «أعتقد أيها السادة أن علينا أن نذكر أنفسنا بالشهادة التي سندلي بها حين نسأل عن الكلمات التي قالها ويكهام حين وجدناه جاثيا بجوار الجثة. فلا شك أنها ستكون أمرا محوريا بالنسبة إلى القضية. لن ننطق إلا بالحقيقة بكل تأكيد، لكن سيكون من المرغوب فيه أن نعرف ما إذا كانت ذاكرتنا جميعا تتفق على ما قال ويكهام بالتحديد.»
Unknown page