رد واحد: العمدة هو الذي يعرف!
دب الصمت بين الرجال. لم يستطع أحدهم أن يعترض، لكن صبيا صغيرا كان بينهم فصاح بصوت حاد رفيع يشبه صوت البنات: وكيف يعرف العمدة؟!
وأحس الصبي بكف أبيه فوق فمه وسمعه يقول له: اخرس يا ولد. لا تتكلم في حضرة الرجال!
لكن السؤال كان قد رن في رأس أحدهم فهمس لنفسه: «لا بد أن الله يقول للعمدة. ولكن هل يكلم الله العمدة كما كلم سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام؟ ربما ... إن الله يكلم أولياءه الصالحين، والعمدة رجل صالح ...»
وهنا أصبح الرجل يلهث كأنه يجري. ولم يعرف لماذا هو يلهث مع أنه واقف على قدميه يتفرج على العراك. لكن الصوت داخله كان غريبا، وكان مفزعا مع أنه يقول له: «العمدة رجل صالح»، لكن كلمة «صالح» رنت في أعماقه بصوت غريب أشبه بصوت الشيطان، فأصبحت كلمة «صالح» فجأة أشبه بكلمة «فاسق»، وأفزعه أن يسب العمدة بينه وبين نفسه، وزاد من فزعه أنه لم يعد متأكدا أن الصوت كان همسا، وأن أحد الرجال إنما سمعه وهو يقول إن العمدة رجل فاسق. وهز الرجل رأسه ويده طاردا الشيطان وقال بصوت عال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ورد رجل بغضب: نعم إنه الشيطان، هذا الذي يضرب الشيخ حمزاوي شيخ جامعنا.
وقال رجل: إنه لم يعد شيخ جامعنا يا أخ.
ورد آخر: إن الله بريء منه ومن أمثاله.
وتساءل رجل: لماذا يا أخ؟! ما الذي فعله الشيخ حمزاوي؟!
ورد رجل في غضب: ألا تعرف يا أخ؟ ألست من البلد؟ الدودة أكلت المحصول والمصائب توالت علينا منذ آوى الشيخ حمزاوي في بيته ابن الحرام. نحن لا نقبل أن يؤمنا في الصلاة رجل يؤوي أولاد الزنا والخطيئة.
Unknown page