قال الشيخ حمزاوي مقاطعا : يحيي العظام وهي رميم يا حاج إسماعيل. ثم إنك قلت إن حالتي غير ميئوس منها، وإنني يمكن أن أشفى ...
قال الحاج إسماعيل: ولكنك لم تسمح نصحي ولم تتبع علاجي يا شيخ حمزاوي ... سمعت كلام الدكاترة واشتريت أدويتهم بدم قلبك ولم تحصل على أية نتيجة. قلت لك إن الدكاترة لا يعرفون شيئا، وإن أدويتهم لا تشفي أحدا، لكنك لم تصدقني وصدقتهم. وماذا كانت النتيجة؟ فقدت مالك وبقيت على حالك ... أليس كذلك؟
وقال الشيخ حمزاوي: نعم نعم يا حاج إسماعيل، ولكن الواحد منا لا يتعلم بالمجان. وقد تعلمت وعرفت أن كل الدكاترة نصابون وجهلة، وأن الحكيم الوحيد في البلد هو أنت يا حاج إسماعيل، وها أنذا آتي إليك وأطلب منك الدواء بشرط أن تزوجني لفتحية ابنة مسعود. أما لو قدرت يا حاج على هذا فسوف يكافئك الله ويجازيك جزاء حسنا؛ لأنك خدمت الرجل الذي يخدم الجامع والدين.
وضحك الحاج إسماعيل قائلا: أنا وأولادي نموت من الجوع يا شيخ حمزاوي لو أننا انتظرنا جزاء الله.
ورد الشيخ حمزاوي بسرعة: طبعا سأعطيك يا حاج إسماعيل وأجزل لك العطاء، وأنت تعرفني.
قال الحاج إسماعيل: أنت رجل كريم من بيت كريم، وفوق ذلك أنت رجل التقوى والصلاح في كفر الطين. توكل على الله ولا تفكر في هذا الموضوع. اتركه لي، وليس عليك إلا أن تعود إلى وصفتي القديمة والماء الدافئ بالملح والليمون والبخور كل ليلة حتى تحترق الشبة عن آخرها، ثم تمسك السبحة وتسبح بحمد الله تسعا وتسعين مرة، ثم تلعن زوجتك الأولى ثلاثا وثلاثين مرة. ألم تكن قويا معها يا شيخ حمزاوي؟
قال الشيخ حمزاوي بتحسر: كنت كالحصان.
قال الحاج إسماعيل: هي التي عملت لك العمل، وأنا أعرف من الذي عمل لها الحجاب. إنه ليس من كفر الطين، ولكني أعرف سره، وأعرف كيف أبطل سحره. المهم أن تتبع نصيحتي هذه المرة وسوف يشملك الله بخير كثير.
وهمس الشيخ حمزاوي: وفتحية، متى سأدخل بها يا حاج إسماعيل؟
قال الحاج إسماعيل: عن قريب إن شاء الله.
Unknown page