Mawsucat Misr Qadima
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Genres
هذه النقوش أكبر مصدر لنا عن الديانة في عهد الدولة الوسطى، وهي مكتوبة على جدران التوابيت الخشبية لهذا العصر.
والواقع أن توابيت الدولة الوسطى منبع فياض من المعلومات عن المتون الجنازية فالتوابيت التي تم نقشها من الداخل في هذا العصر تحتوي على سلسلة فصول وضعت تحت تصرف المتوفى، وقد كتبت بالخط الهيراطيقي، وتشغل في العادة النصف الأسفل من جهات التابوت الأربع، وأحيانا تشغل كل قعر التابوت والغطاء، وهي تكون جزءا هاما أساسيا من تصميم التابوت، وهذه المتون في الواقع منقولة عن متون الأهرام التي كتبت على جدران حجرة الدفن فيها، وبعد ذلك كتبت على جدران المقابر في عهد الأسرة الحادية عشرة، ثم بعد ذلك كتبت في داخل التابوت عندما اعتقد المصري أنه أصبح مختصرا لحجرة الدفن، وقد صارت القاعدة بعد ذلك في الدولة الوسطى، ولكن فيهما بعد عندما أصبح التابوت يعمل على شكل آدمي - كتبت هذه النقوش على ورق البردي ووضعت بجوار المومياء، ومجموع هذه الفصول أطلق عليها علماء الآثار «كتاب الموتى».
ومتون الأهرام وكتاب الموتى ليس فيهما إلا فصول قليلة مشتركة، والظاهر أن كلا منهما منفصل عن الآخر، ولكن متون توابيت الدولة الوسطى تشتمل على عدد يكاد يكون متساويا من فصول متون الأهرام ومن كتاب الموتى، فهي في الواقع همزة الوصل بين الاثنين، وتبين بوضوح أن كلا من المتنين يشترك في غرض واحد، وكل محتويات هذه المتون هي تعاويذ من نوع واحد تضمن لمن يعرفها من المتوفين الخلود في الأحوال المختلفة في الحياة الآخرة في القبر.
يضاف إلى ذلك أن توابيت الدولة الوسطى تحتوى على عدد عظيم من الفصول لم نجدها لا في متون الأهرام ولا في كتاب الموتى، وبذلك تزيد في معلوماتنا عن الديانة المصرية. والحقيقة أن الإنسان ليدهش من تدرج المعتقدات الدينية. إذ نجد أن كتاب الموتى يضم أحيانا نحو 180 فصلا التي لا يشك في أنها مختصر لمجموعة عظيمة جدا من الفصول الدينية، أما متون الأهرام فقد عثرنا دفعة واحدة على 453 فصلا، ولا تزال الفصول الدينية التي من عهد الدولة المتوسطة تزداد بازدياد الكشوف، وقد قام أخيرا المرحوم الأستاذ «برستد» بالإشراف على طبع كل هذه المتون بمقارنة بعضها ببعض ووكل أمر ذلك للعالم الهولندي «دي بك». (6)
De Buck. The Egyptian Coffin Textes, Chicago, 1935.
وقد ظهر منه للآن جزءان.
أما كتاب الموتى الذي أشرنا إليه فقد طبعه أولا. (7)
Naville, Das Ægyptische Todtenbuch der XVIII bis XX Dynastie Berlin 1886.
وهذا الكتاب يعرف عند الأثريين خطأ بكتاب الموتى، والواقع أن يحتوي على عدة فصول وتعاويذ تساعد المتوفى في آخرته وتعاونه على الحساب أمام الإله الأكبر «أوزير»، وكذلك لخروجه ودخوله في القبر وسياحته إلى عالم الآخرة، وهذه الفصول وجدت مكتوبة على بردي موضوعة مع المتوفى في تابوته منذ الأسرة الثامنة عشرة، وتعتبر هذه التعاويذ المرحلة الثالثة في نمو الأدب الديني عند المصريين، ومعظمها يرتكن على السحر، وقد ترجم كتاب الموتى هذا عدة علماء، ولكن أحسن مرجع يمكن الاعتماد عليه مؤقتا هو: (8)
Le Page Renouf. The Lifework of Sir Peter Le Page Renouf, IV Vol. Paris 1907. (9)
Unknown page