Mawsucat Misr Qadima
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
Genres
5
وهما الثالثة عشرة «ليكوبوليس» وعاصمتها «أسيوط الحالية»، والرابعة عشرة وعاصمتها «جسا» وهي «قوص الحالية»، وكانت عاصمة المقاطعة الثالثة عشرة موطن عبادة الإله المحارب «وبوات» ويتقمص حيوانا أصبح من المحقق أنه الذئب. ومعنى «وبوات» فاتح الطريق، وهذا الإله يعبد كذلك في «العرابة» المدفونة في مقاطعة «طينة» الثامنة وقد لعب هذا الإله دورا في أسطورة «أوزير» في الحرب التي شنها على خصمه «ست»، ويلاحظ عند تصوير هذا الإله على الآثار أنه يرسم مزدوجا؛ أي إن صورته كانت ترسم مرتين كل منهما مواجهة للأخرى، وكان يمثل كل منهما ومعه دبوس حرب وقوس، وكانا ينعتان بأنهما مسلحان بسهام ... وأعظم انتصارا وأشد قوة من الآلهة، وقد أطلق على هذا الإله فاتح مصر المنتصر، ولهذا السبب كان يحمل أمام الملك علم عليه صورة الإله «وبوات» ليفتح له الطريق في وسط الأعداء، ولا نزاع في أن قرب الإله «أنوبيس» والإله «وبوات» من بعضهما في المكان والعصبية لدليل ظاهر على وحدة هذه المقاطعات في الأزمان السالفة، ولا غرابة في ذلك، فإن كلا منهما كان لا حمي في الحقيقة الأحياء من أهل المقاطعة التي يعيش فيها معهم فحسب، بل كان يحمي الأموات أيضا، فنجد أن «وبوات» يفتح الطريق في دنيا الأرواح كما أن «أنوبيس» يمنحهم جنازا فخما وحياة سعيدة في عالم الغرب «الأموات»، ومما سبق يمكننا أن نلاحظ بكل وضوح الفكرة الأولى عن عالم الآخرة عند المصريين، وهي أنه بعد أن يموت الإنسان تذهب روحه لتنضم إلى الآلهة الذين كانوا حماته على الأرض، وأن هذه الأرواح كانت متقمصة شكلا حيوانيا يظهر الآلهة في هيئته للناس ويعيشون متقمصيها في وسطهم.
الإله «تحوت» يعد سني حياة الملك رعمسيس الثاني.
على أننا نجد مثالا مشابها لما ذكرنا في الإقليم الذي يضم المقاطعة التاسعة وعاصمتها «أبو» (إخميم الحالية) والمقاطعة الخامسة الملاصقة لها وعاصمتها «قفط»، ففي هاتين المقاطعتين كان يعبد الإله «مين» رب القوة التناسلية والخصب في مصر، ويرمز له برسم الصاعقة، وقد عثر منذ أزمان سحيقة على صور لهذا الإله من الحجر في «قفط»، وهو ممثل على شكل صنم ضخم له رأس ملتحية وقناة تناسلية قد استقامت كأنها تلقح، ثم مثل فيما بعد على شكل إنسان يلوح في يده اليمنى زخمة ويلبس على رأسه ريشتين عظيمتين، وبجوار هذا الإله كان يعبد الإله «آمون» في بلدة طيبة في المقاطعة الرابعة، وقد عثر له على أشكال عدة ممثلا بعضو التذكير المستقيم، وكان كذلك يعبد على شكل كبش في كثير من معابد القطر، كما كان يمثل على شكل إنسان يحمل ريشتين عظيمتين، ولا شك في أنه كانت توجد عصبية بين هذين الإلهين لما بينهما من أوجه الشبه العدة.
الإلهة «باخت».
الإله «ست».
الإله «آمون رع» ممثل على شكل الإله «مين» معبود «قفط».
أما على الشاطئ الأيسر للنيل في المنطقة الواقعة بين قفط و«العرابة» فكانت تقع المقاطعتان السادسة والسابعة، وكانت العبادة السائدة فيهما لإلهة عظيمة تتقمص بقرة يطلق عليها اسم «حتحور» (دندرة) وتعتبر إلهة السماء، والواقع أن إلهة السماء كانت «نوت» ولم تكن عبادتها منتشرة تماما. أما عبادة «حتحور» (بيت حور) فكانت على العكس ذات أهمية عظمى، ولا نزاع في أن اسمها يشير إلى الفكرة القديمة، وهي أنها مسكن «حور» صقر السماء، على حين أن صورتها تحمل من البقرة قرنيها وأذنيها، وأحيانا ترسم رأسها على هيئة رأس بقرة حقيقية، وتنتسب للبقرة السماوية، والواقع أن «حتحور» قد فقدت صفتها الأصلية تدريجا. إذ لم نفهم على وجه التحقيق الشيء الذي تحمله البقرة بين قرنيها. هل هو الشمس أو كما يعبر عنه المصريون أنفسهم عين الشمس؟ على أن المصريين كانوا يسمونها عين الشمس ، وهو الوصف المعتاد الذي كانت توصف به، وكذلك نجد أنها قد تخلت دائما عن مرتبتها الأولى بين الإلهات، وقد أصبحت فيما بعد تسمى إلهة الغرب؛ وذلك لأنه كان يعتقد أنها تقف بجانب الجبل الغربي وتسمح للشمس وللأموات عند الغروب بأن يدخلوا في الأقاليم السفلية «عالم الأموات»، وكذلك أصبحت تدعى إلهة الحب والآلهة المرحة الطروب بين النساء، ومن أجل ذلك كن يسمينها «الذهبية»، ولم يخطئ اليونان عندما سموها باسم إلهتهم «أفروديت»، ومن أجل ذلك نجد أن النسوة كن يخدمنها ويحتفلن بها بإقامة حفلات الرقص والغناء واللعب على الصاجات والشخشخة بقلائدهن، وبالعزف على الدفوف، ولها أدوار أخرى سيأتي ذكرها عند المناسبات، وفي المقاطعة الثالثة «هيراكنبوليس» وعاصمتها «نخب» (الكاب) الحالية، ثم إسنا فيما بعد، كانت تعبد إلهة على هيئة أنثى نسر ضخم تسمى «نخبت»، والحقيقة أن اسم هذه الإلهة ليس «نخبت»، بل اسمها نسبة من البلد الذي عبدت فيه «نخب»، وهي العاصمة القديمة للوجه القبلي، وكانت الحامية لرب هذه الجهة وتحلق فوق رأسه، ولذلك كان يوضع رسمها على تاج الملوك والملكات.
البقرة «حتحور» سيدة السماء.
الإلهة «عنقت».
Unknown page