Mawsuca Quraniyya

Dar Taqrib d. 1450 AH
7

Mawsuca Quraniyya

Genres

ذاكرا لآيات الله ، معتزا بصلته بالله ، مناجيا إلها سميعا بصيرا مجيبا.

والعبادة لله تحرر المؤمن من كل عبودية لغير الله ، لأنه يثق بأن الله هو الخالق الرازق المعطي المانع ، وأن بيده الخلق والأمر ، وأن أمره بين الكاف والنون : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) (82) [يس].

وإذا صدقت عبودية المؤمن لله تحرر من عبوديته لكل العبيد ، فازداد عزا بالله ، وثقة به واعتمادا عليه ، وصار سعيدا بحياته ، راضيا عن سعيه ، واثقا بأن هناك جزاء عادلا في الاخرة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) (8) [الزلزلة].

والمؤمن حين يقف بين يدي الله فيقول :

( إياك نعبد وإياك نستعين ) (5)، يحس سعادة أي سعادة ، حيث يقف وهو المخلوق الضعيف ليخاطب الله القادر ، بقوله : إياك نعبد. فأنا عابد في محرابك ، مستعين بك في أموري كلها.

* قول عبد الله بن عباس ،

* وابن جرير الطبري

1 عن ابن عباس ، قال : ( إياك نعبد ) إياك نوحد ونرجو يا ربنا ونخاف ، و ( وإياك نستعين ) إياك نستعين على طاعتك وعلى أمورنا كلها.

2 وقال الطبري : معنى : ( إياك نعبد ): لك اللهم نخشع ونذل ونستكين إقرارا لك بالربوبية لا لغيرك. ومعنى ( وإياك نستعين ) وإياك ربنا نستعين على عبادتنا إياك ، وطاعتنا لك في أمورنا كلها لا أحد سواك ، إذا كان من يكفر بك يستعين في أموره بمعبوده الذي يعبده من الأوثان دونك ، ونحن بك نستعين في جميع أمورنا مخلصين لك العبادة.

( اهدنا الصراط المستقيم ) (6):

الصراط المستقيم : هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف ، وقد كثر كلام المفسرين في المراد بالصراط المستقيم.

قال ابن عباس : الصراط المستقيم ، هو الإسلام. وقال الإمام علي : الصراط المستقيم ، هو كتاب الله تعالى

Page 8