Mawsuca Quraniyya

Dar Taqrib d. 1450 AH
210

Mawsuca Quraniyya

Genres

وقال تعالى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم ) [الآية 111] ، فزعموا أن «الهود» : جماعة «الهائد». و «الهائد» : التائب الراجع الى الحق. وقال تعالى في مكان آخر ( وقالوا كونوا هودا ) [الآية 135] أي : كونوا راجعين الى الحق ، «هائد» و «هود» مثل «ناقه» و «نقه» ، و «عائد» و «عود» ، و «حائل» و «حول» ، و «بازل» و «بزل» (1) وجعل ( من كان ) واحدا لأن لفظ «من» واحد وجمع (2) في قوله ( هودا أو نصارى ). وفي هذا الوجه تقول : «من كان كان صاحبك». قال تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ) [الآية 114] إنما هو «من أن يذكر فيها اسمه» ، ولكن حروف الجر تحذف مع «أن» كثيرا ويعمل ما قبلها فيها ، حتى تكون في موضع نصب ، أو تكون ( أن يذكر ) بدلا من «المساجد» يريدون : «من أظلم ممن منع أن يذكر».

وقال تعالى ( وسعى في خرابها ) [الآية 114] فهذا على «منع» و «سعى» ثم قال ( أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين ) [الآية 114] فجعله جميعا لأن «من» تكون في معنى الجماعة.

وقال تعالى ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) [الآية 115] لأن «أينما» من حروف الجزم من المجازاة والجواب في الفاء.

وقال جل شأنه ( وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) [الآية 117] بالرفع على العطف ، كأنه إنما يريد أن يقول : «إنما يقول كن فيكون» ؛ وقد يكون أيضا بالرفع على الابتداء. وقال ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) (40) [النحل] فان جعلت (يكون) ها هنا معطوفة ، نصبت ، لأن ( أن نقول ) نصب ب «أن» كأنه يريد : ( أن نقول ) (فيكون). فان قيل : «كيف والفاء ليست في هذا المعنى؟ فإن الفاء والواو قد تعطفان على ما قبلهما وما بعدهما ، وإن لم يكن في معناه نحو «ما أنت وزيدا» ، وإنما يريد «لم تضرب زيدا» ، وترفعه على «ما أنت وما زيد» ، وليس ذلك معناه. ومثل قولك : «إياك والأسد». والرفع في قوله تعالى ( فيكون ) على الابتداء نحو

Page 222