الفتق: بلد قد خرب - كما ذكر الهمداني - ويفهم من كلام المتقدمين أنه جنوب عكاظ، بينه وبين العرج. وقول أبي عبيدة (به أموال ونخل لثقيف) يقصد الفتق، لا عكاظا؛ لأنه ذكر في خبر حرب الفجار - الذي نقله البكري عنه - أن عكاظا بلد لبني نصر، ولهم فيه نخل وأموال. (10)
القفل: جبل، يدل كلام عرام على أنه أحد الجبال المجاورة لعن، الواقعة جنوب ركبة، وقد أورد عرام فيه هذا البيت:
وقالوا: خرجنا م «القفا» وجنوبه
و«عن» فهم القلب أن يتصدعا (5) سكان هذه النواحي
أشار المتقدمون إلى أن هذه الجهات من منازل هوازن، ثم صارت لبني هلال، والظاهر أن بني هلال حلوها وقت انتشارهم وقوتهم، في القرنين الثالث والرابع الهجريين، ثم لما هاجروا بعد ذلك إلى مصر، ثم إلى بلاد المغرب، عاد سكانها القدماء إليها، ولا يزالون بها. فمن سكانها: (1)
الجثمة: واحدهم جثامي، وقد يقال: جشامي - بتخفيف الشين حتى تقرب من الثاء - والجثمة تحريف «الجشمة» بالشين لتقارب الحرفين في بعض صفات النطق، وهم بنو جشم بن بكر بن معاوية بن هوازن - إخوة بني نصر - وقبيلة دريد بن الصمة، وتسكن هذه القبيلة في وادي قران، ووادي العقيق، وفي السيل الصغير. (2)
عدوان: القبيلة القديمة، التي منها حكيم العرب عامر بن الظرب، وذو الإصبع الشاعر، وغيرهما. وتسكن في قرية «العقرب» - وهي على ضفة وادي الأخيضر في أعلاه، وفيها نخل وزروع، وفيها عين أوشكت أن تغور - وفي قرية «الخضيراء» - الواقعة على ربوة شرب الغربية بقرب «المطار» - وفي قرية «العبيلاء». (3)
العصمة: وهم حلفاء لبني جشم منذ العهد الجاهلي، كما في كتب النسب، ويسكنون أسفل وادي لية، في واد يسمى باسمهم. (4)
ثقيف: كانت قبيلة ثقيف تجاور هوازن، في أسفل أودية الطائف (لية - العرج - شرب) ولكنها ارتفعت إلى أعلى تلك الأودية، ولا تزال فيها إلى هذا العهد. (6) آراء المتأخرين في تحديد موضع عكاظ (1)
رأي الأستاذ خير الدين الزركلي؛ قال في رحلته «ما رأيت وما سمعت»: وعلى ذكر السيل - أو اليمانية - لا أرى أن تفوتني الإشارة إلى أشهر سوق من أسواق العرب، أعني سوق عكاظ، لوقوعها في تلك الطريق على مرحلتين من مكة للذاهب إلى الطائف عن طريق السيل. يميل قاصد عكاظ نحو اليمين، فيسير نحو نصف ساعة، فإذا هو أمام نهر في باحة واسعة الجوانب، يسمونها «القانس» بالقاف المعقودة - وهو موضع سوق عكاظ ... إلى أن قال: والواقف في القانس - أو عكاظ - يرى على مقربة منه موضعين مرتفعين، أحدهما يسمى الدمة - بكسر ففتح - والآخر البهيتة - بصيغة التصغير - وعكاظ هو الفاصل بين الدمة والوادي الموصل إلى الطريق التي يمر بها سالكو درب «السيل» اليمانية ... ثم قال الأستاذ - بعد إيراد كلام ياقوت في المعجم: وسمعت كثيرا من أهل الطائف يقولون: إن عكاظا في مكان يعرف اليوم باسم «القهاوي» في وادي لية، من الطائف، غير أن الشيوع يؤيد ما قلناه آنفا؛ من أنه القانس نفسه، وعليه أكثر العارفين من أهل هذه الديار. (2)
Unknown page