تولوا طالعين من النجاد
فهو يوم العبلاء، ثم التقوا على رأس الحول، وهو اليوم الرابع من يوم نخلة بشرب، وشرب من عكاظ، ولم يكن بينهم يوم أعظم منه، فحافظت قريش وكنانة، وقد كان تقدم لهوازن عليهم يومان، وقيد أبو سفيان وحرب ابنا أمية، وأبو سفيان بن حرب أنفسهم، وقالوا: لا يبرح رجل منا مكانه حتى نموت أو نظهر، فسموا العنابسة، وجعل بلعاء بن قيس يرتجز:
إن عكاظا ملؤنا فخلوه
وذو المجاز بعد لن تحلوه
فانهزمت هوازن وقيس كلها؛ إلا بني نصر، فإنها صبرت مع ثقيف، وذلك أن عكاظا بلدهم، ولهم فيها نخل وأموال، فلم يغنوا شيئا ثم انهزموا، وقتلت هوازن يومئذ قتلا ذريعا. قال أمية بن الأشكر الكناني:
ألا سائل هوازن يوم لاقوا
فوارس من كنانة معلمينا
لدى «شرب» وقد جاشوا وجشنا
فأوعب في النفير بنو أبينا
ثم التقوا على رأس الحول بالحريرة، وهي حرة إلى جنب عكاظ مما يلي مهب جنوبها، فكان لهوازن على قريش وكنانة، وهو يوم الحريرة. (12)
Unknown page