وهكذا يجد الباحث كثيرا من أخبار عكاظ الدالة على عظم شأنها عند العرب، وقصدهم إليها من كل فج للتجارة، والمفاخرة، وإنشاد الشعر، ونشدان الضالة، والدعوة إلى معروف أو صلح ... إلخ.
هوامش
الفصل الثاني
موضع عكاظ
لسوق عكاظ ذكر رائع في تاريخ العرب قبل الإسلام، وله آثار في لغتهم وأدبهم، وفي تجارتهم، وأحوالهم الاجتماعية من حرب وسلم وتفاخر وتكاثر. •••
وقد كثر الكلام في مكان هذه السوق، فقال قائلون: هو المكان الذي يسمى اليوم السيل الكبير، وهو ميقات الحاج القادمين من نجد والطائف، على الطريق بين مكة والطائف. وقال آخرون: هو حيث السيل الصغير، وهو موضع في الطريق بين السيل الكبير والطائف على عشرين كيلا من الأول واثنين وثلاثين من الثاني. وقيل كان في موضع يسمى اليوم القانس بين مكة والسيل الكبير، وقيلت أقوال أخرى. •••
وقد أخبرني منذ أشهر الصديق الأديب الشيخ أحمد الغزاوي شاعر جلالة الملك عبد العزيز أن سمو الأمير فيصل آل سعود أخبره أنه ذهب إلى موضع عكاظ، وليس هو بالسيل الكبير ولا السيل الصغير، وأنه اجتمعت أدلة كثيرة على أن في هذا الموضع لا غيره كانت سوق عكاظ.
وكان ذهاب سمو الأمير إليه في رجوعه من الصيد إلى الطائف، وكان معه الشيخ محمد بن بليهد، وهو عالم نجدي واسع المعرفة بأخبار العرب ماضيها وحاضرها، راوية لأشعارهم القديمة والحديثة، عارف بكثير من الأمكنة التي ذكرت في الأشعار والأخبار، ذهب إليها ورآها رأي العين.
وقد اجتمع لهذا الشيخ البحاثة نقول وأدلة لا تدع شكا في أن هذا الموضع كان هو مجتمع العرب في السوق التي ذاع ذكرها وطار صيتها، سوق عكاظ.
قلت للشاعر الغزاوي: لا بد لي أن أرى هذا المكان، وأجمع له ما أثر في كتب الأدب والتاريخ من أوصاف عكاظ، فأرى كيف تتفق عليه أو تختلف. •••
Unknown page