ليس من الصدق أن تجتمع في فرد جزئي واحد هاتان الصفتان معا، وهما أن يكون الفرد الجزئي نهرا وأن يكون ملحا في آن معا.
ثم انظر بعد ذلك في العبارة الأولى: «العنقاوات ليست موجودة» فلن تجد عنقاء
1 ، عنقاء
2 ، عنقاء
3 ... عنقاء
ع ؛ لأنك منذ بداية الشوط لن تجد أفرادا جزئية، فلو كمل علمنا عن العالم كله، ولو وضعنا هذا العلم الكامل في قائمة طويلة من قضايا، كل قضية منها تثبت صفة لموصوف، لما كان في هذه القائمة قضية «العنقاوات ليست موجودة»؛ لأن العنقاوات ليست جزءا من العالم.
فأساس الخطأ المنطقي هنا، هو أننا عاملنا الفئة الفارغة من الأفراد معاملتنا للفئة ذات الأفراد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أننا حسبنا أن العبارتين متشابهتان منطقيا من حيث إن الكلمة الأولى في كل منهما («العنقاوات» و«الأنهار») موضوع ننفي عنه محمولا، لكن الحقيقة هي أن «الأنهار» في العبارة الثانية محمول؛ لأنني - كما رأينا - حين أفرد الأنهار فردا فردا وأقول: س
1
نهر، س
2
Unknown page