والبحث السمانطيقي يتناول كيفية الدلالة التي تكون للألفاظ، كما يتناول البحث في معنى الصدق، والبحث في الاستنباط المنطقي، أي كيف نستنبط قضية صادقة من أخرى صادقة.
4
ولكي نبحث في كيفية الدلالة التي تكون للألفاظ، ينبغي أولا أن نفرق بين نوعين من الكلام، أو نوعين من اللغة، يسميهما «كارناب» على التوالي: «بلغة الأشياء»
21
و«لغة الشرح»،
22
فلغة الحديث العادية هي «لغة أشياء»، أي إن الناس يستخدمونها ليتحدثوا عن الأشياء التي يريدون أن يتحدثوا عنها، كما يقول المتكلم لسامعه: «الكتاب على المنضدة»، وأما إذا تحدثنا عن هذه اللغة نفسها، كأن أقول مثلا عن اللغة العربية: «إن ألفاظها لا تخرج عن أن تكون اسما أو فعلا أو حرفا.» كانت هذه اللغة الجديدة «لغة شارحة»، أو إن شئت فقل إنها لغة للغة لا لغة للأشياء التي من أجل وصفها والحديث عنها خلقت اللغة بمعناها الأول. «فإذا كنا نبحث ونحلل ونصف لغة ما (ولنرمز لها بالرمز «ل
1 ») فإننا بحاجة إلى لغة أخرى (ولنرمز لها بالرمز «ل
2 »)، نصوغ فيها نتائج بحثنا في «ل
1 »، أو نصوغ فيها قواعد استخدام «ل
Unknown page