النطاف، ومهطل (١) الرباب (٢) بوابل الطل (٣) فَرَشَّ الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن، وأنيق الزهر، وأنواع (٤) المستحسن من النبات، وشَقَّ العيون من جيوب المطر إذ شبعت (٥) الدلاء حياةً للطير والهوام، والوحش وسائر الأنام والأنعام، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين، وسبحان الذي ليس له صفة نعت (٦) موجود، ولا حد محدود.
ونشهد أن سيدنا محمدًا ﷺ عبده المرتضى، ونبيه المصطفى، ورسوله المجتبى، أرسله الله إلينا كافةً والناس أهل عبادة الأوثان، وخضوع الضلالة، يسفكون دماءهم، ويقتلون أولادهم، ويخيفون سبلهم، عيشهم الظلم، وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد ﷺ من الضلالة، وهدانا بمحمد ﷺ من الجهالة، ونحن -معاشر العرب- أضيق الأمم معاشًا، وأخسهم رياشًا، جل طعامنا (٧) الهبيد -يعني: شحم (٨) الحنظل- (٩)، وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران،