١٦ - وعن البراء بن عازب ﵁ قال:
خطبنا رسول الله ﷺ حتى أسمع العواتق في الخُدُر -أي: الأبكار فيما وراء الأستار (١) - ينادي بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم -أي عيوبهم وذنوبهم- فإن من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته. رواه البيهقي (٢).
١٧ - وعن علي ﵁ قال:
رأيت رسول الله ﷺ خطيبًا على أصحابه فقال:
يا أيها الناس كأن الموت على غيرنا كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذي نشيع من الأموات سَفْرٌ عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم، ونأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، وأَمِنَّا كل جائحة، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، طوبى لمن طاب مكسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت طريقته، طوبى لمن تواضع لله من غير منقصة، وأنفق مالًا جمعه من غير معصية، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذلة والمسكنة. طوبى لمن أنفق الفضل
_________
(١) التفسير من المؤلف.
(٢) في شعب الإيمان ٧/ ١٠٨ (٩٦٦٠) و٧/ ٥٢١ (١١٩٦)، وهو في الكنز ١٦/ ١٢٥ وقال الهيثمي في المجمع ٨/ ٩٣: (رواه أبو يعلى [٣/ ٢٣٧) ١٦٧٥)] ورجاله ثقات).
1 / 56