وهذه المعاني كلها شائعة في لسان العرب بل معدودة من البلاغة فيجب الحمل عليها لما قضت به حجج العقل والآيات المحكمة التي لا احتمال فيها مثل قوله تعالى ?ليس كمثله شيء ?(الشورى: 11)، ? لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد?(الصمد: 3-4)، ? فلا تجعلوا لله أندادا ?(البقرة: 22)، ? لا تدركه الأبصار?(الأنعام: 103)، وإذا وجب الحمل على المجاز في مثل ? جناح الذل?(الإسراء: 24) بقرينة العقل وجب هنا.
فإن قيل: إذا نفيتم عن الله تعالى صفات خلقه فما تقولون في مثل موجود حي قادر عالم؟ وهل هذه مما تطلق عليه تعالى وعلى غيره أم لا؟
قلنا: قد بينا أن صفات الله تعالى ذاته، وذاته تعالى مخالفة لسائر الذوات، فلا اشتراك بينها في ماهية ولا حقيقة، ولأن المخلوق موجود بإيجاد فهو موجد، وقادر بإقدار فهو مقدر ونحو ذلك، وهذه عين المخالفة بين المخلوقين والخالق.
وأما الوقوف على حقيقة كنه ذاته تعالى فمستحيل كما قال تعالى ?ولا يحيطون به علما ?(طه: 110)، وكما قال الوصي صلوات الله عليه : ( باينهم بصفته ربا كما باينوه بحدوثهم خلقا )، وقوله عليه السلام: (من فكر في المخلوقات وحد ومن فكر في الخالق ألحد ) أوكما قال.
Page 2