[نفي صفات المخلوقات عن الباري جل وعلا]
تنبيه: وإذا تقرر أن الله تعالى ليس كمثله شيء فيجب أن ينفى عنه جميع صفات الأجسام والأعراض، مثل الحدوث، والفناء، والجوارح، والأعضاء، والتحيز، والاستقرار، والرؤية، والنزول والصعود، والكون في جهة، والغم والسرور، والألم واللذة، وأن يكون حالا أو محلا، وغير ذلك، لأن تلك جميعها من صفات الأجسام والأعراض والله بخلافها ويتعالى عنها.
وما ورد في بعض الآيات الكريمة مما يوهم ظاهرها التشبيه فهو من المتشابه، والواجب تأويله بما يصح معناه ورده إلى الأدلة القطعية من العقل والمحكم من السمع، وقد قال تعالى ? هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ? أي أصله الذي يرد إليه ?وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب?(الحديد: 3).
فالوجه في قوله تعالى ?ويبقى وجه ربك?(الرحمن: 27) أي: ذاته ، و?يداه مبسوطتان?(المائدة: 64) أي: نعمته،? والسموات مطويات بيمينه ?(الزمر: 67) أي: قدرته وقوته، ?ولتصنع على عيني?(طه: 39) أي: بعلمي، و? في جنب الله ?(الزمر: 56) أي: في الجانب الذي لله وهو الطاعة، و? على العرش استوى ?(طه: 5) أي: استولى، و?إلا هو رابعهم ?(المجادلة: 7) أي: علمه وسلطانه، و?وهو الله في السموات وفي الأرض ?(الأنعام: 3) أي: حافظ عالم مدبر، و? يخافون ربهم من فوقهم ?(النحل: 50) أي: قوته وقهره، و?وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة?(القيامة: 22-23) أي: منتظرة لرحمته، وقوله تعالى ?وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ?(الزخرف: 84) أي: إله من في السماء وإله من في الأرض، ونحوذلك.
Page 1