49

Mawarid al-Dhaman li-Durus al-Zaman

موارد الظمآن لدروس الزمان

Edition Number

الثلاثون

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Genres

يا واسِعًا ضَاقَ خَطْوُ الخَلْقِ عنْ نِعَمٍ مِنْهُ إذا خَطبُوا في شُكْرِها خَبَطُوا وناشِرًا بِيَدِ الإِجْمالِ رَحْمَتَهُ فلَيْسَ يَلْحَقُ منه مُسْرِفًا قَنَطُ ارْحَمْ عِبادًا بضَنْكِ العَيشِ مَا لَهُمُوا غَيرُ الدُجْنةِ لُحْفٌ والثَّرى بُسُطُ لَكِنَّهُمُ مِنْ ذُرَي علْياكَ في نَمَطُ سَامٍ رفيع الذُرَى ما فَوقَه نَمَطُ وَمَنْ يَكُنْ بالذِي يَهْواهُ مُجْتمِعًا فما يُبالي أقَامَ الحَيُّ أَمْ شَحَطُوا نَحْنُ العَبِيدُ وأَنْتَ المَلكُ لَيْسَ سِوَى وكُلُّ شَيءٍ يُرَجَّى بَعْدَ ذا شَطَطُ اللَّهُمَّ وَفّقْنَا لِصاَلح الأَعْمَالَ، ونَجِّنَا من جميعِ الأَهْوَالِ، وأَمنا مِنَ الفَزَع الأكْبَر يومَ الرْجْفِ والزلْزَالْ واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا، وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ منْهُمْ وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين. (فَصْلٌ): كان سَلَفُنَا الصالحُ حَرِيصينَ على الوقتِ وعلى حِفْظِ الكَلامِ فلا يَصرفونَ أوقاتَهم إلا للآخِرة ولا يَتَكَلَمُون إِلا لَهَا مُبْتَعِدِينَ عن النِفَاقِ والرِياءِ والكَلامِ الفَارِغِ. فقد كان الفضيل ﵀ جالسًا وَحْدَهُ في المسجد الحرام فجاء إليه أَخٌ له فقال له: ما جَاءَ بكَ؟ قال: المؤانَسَةِ يا أَبَا عَلي. فقال: هِيَ والله بالمواحَشَةِ أَشْبَهْ. هَلْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَزَيَنَ لِي وأتَزَينُ لَكَ، وتَكْذِبُ لِي وأكْذِبُ لَكَ، فإِمَّا أَنْ تَقُومَ عَنِي أو أقومَ عَنْك.

1 / 48