Mawaqif al-Tabi'in wa Atba'ihim fi al-Da'wah ila Allah Ta'ala

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
25

Mawaqif al-Tabi'in wa Atba'ihim fi al-Da'wah ila Allah Ta'ala

مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

وقال: «حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ» (١). وغرس الشافعي في نفوس الناس بغض الكلام وأهله، وحب الكتاب والسنة والتمسك بهما، قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي (٢): قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث (٣) كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة. فقال الشافعي ﵀: قصر الليث ﵀، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب (٤). وجاء رجل من أهل الكلام إلى الشافعي - وهو في مصر - فسأله عن مسألة من الكلام فقال له الشافعي: أتدري أين أنت؟ قال الرجل: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللَّه فيه فرعون، أبلغك أن رسول اللَّه ﷺ أمر بالسؤال عن ذلك؟ قال: لا. قال: هل تكلم فيه الصحابة؟

(١) قدم صبيغ بن عسل الحنظلي المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر، وقال له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ، قال: وأنا عبد الله عمر، فضربه بعراجين النخل حتى دمي رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد ذهب الذي كنت أجد في رأسي. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، ٢/ ١٩٨. (٢) يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة، شيخ البخاري، أبو موسى الصدفي، ولد سنة ١٧٠هـ، وتوفي سنة ٢٦٤هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ١٢/ ٣٤٨. (٣) هو الليث بن عاصم بن كليب، الإمام القدوة العابد المصري، ولد سنة ١١٥هـ، وتوفي سنة ٢١١هـ. انظر: تهذيب التهذيب، ٨/ ٤١٩، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ١٠/ ١٨٨. (٤) أي: والسنة. انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ص٥١٠، وسير أعلام النبلاء، ١٠/ ٢٣.

1 / 26