Mawaqif al-Tabi'in wa Atba'ihim fi al-Da'wah ila Allah Ta'ala
مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى الله تعالى
Publisher
مطبعة سفير
Publisher Location
الرياض
Genres
سلسلة مؤلفات سعيد بن علي بن وهف القحطاني
مواقف التابعين وأتباعهم
في الدعوة إلى اللَّه تعالى
تأليف الفقير إلى اللَّه
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
Unknown page
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
إن الحمد للَّه، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في «مواقف التابعين وأتباعهم في الدعوة إلى اللَّه تعالى» بينت فيها نماذج من المواقف المشرفة في الدعوة إلى اللَّه ﷾.
واللَّه تعالى أسأل أن يجعل هذا العمل اليسير مباركًا، نافعًا، خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كل من انتهى إليه؛ فإنه تعالى خير مسؤول، وأكرم مأمول وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى اللَّه وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد اللَّه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المؤلف
حرر ضحى يوم الخميس ٢٥/ ٢/١٤٢٥هـ
1 / 3
المبحث الأول: مواقف التابعين
توطئة:
التابعون هم من القرون المفضلة بنص النبي ﷺ، فعن عبد اللَّه بن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته» (١).
وللتابعين مواقف حكيمة يستفيد منها الدعاة إلى اللَّه تعالى، وسأذكر - بعون اللَّه تعالى - نماذج منها على سبيل المثال في المطالب الآتية:
المطلب الأول: موقف سعيد بن المسيب رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الثاني: مواقف الحسن بن يسار البصري ﵀.
المطلب الثالث: مواقف عمر بن عبد العزيز رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الرابع: مواقف أبي حنيفة النعمان بن ثابت ﵀.
_________
(١) البخاري مع الفتح، كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد، ٥/ ٢٥٩، (رقم ٢٦٥٢)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة ثم الذين يلونهم ...، ٤/ ١٩٦٤، (رقم ٢٥٣٣)، وفي رواية من حديث عمران بن حصين ﵁: <ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن>. البخاري مع الفتح، كتاب الشهادات، الباب السابق، ٥/ ٢٥٨، (رقم ٢٦٥١)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل الصحابة، ٤/ ١٩٦٢، (رقم ٢٥٣٥).
1 / 4
المطلب الأول: من مواقف سعيد بن المسيب ﵀ -
لسعيد بن المسيب (١) مواقف حكيمة، تدل على علمه وحكمته ورغبته فيما عند اللَّه تعالى (٢).
ومن هذه المواقف الحكيمة التي صدع فيها بالحق في دعوته إلى اللَّه، ولم تأخذه في اللَّه لومة لائم ما فعله مع الحجاج بن يوسف الثقفي (٣) عندما أساء صلاته.
١ - صلَّى الحجاج مرة بجنب سعيد بن المسيب - قبل أن يلي شيئًا من أمور المسلمين - فجعل يرفع قبل الإمام، ويقع قبله في السجود، فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه، وبقي يقول الذّكر بعد
_________
(١) سعيد بن المسيب، هو سيد التابعين على الإطلاق في زمانه، وعالم أهل المدينة، ولد لسنتين من خلافة عمر بن الخطاب ﵁، وقيل لأربع مضين منها، وتوفي سنة ٩٤هـ، وله ٧٥ سنة ﵀. انظر: سير أعلام النبلاء، ٤/ ٢١٧ - ٢٤٦، والبداية والنهاية لابن كثير، ٩/ ٩٩.
(٢) ومن مواقفه الحكيمة التي كان بها قدوة حسنة لغيره من الدعاة، زواجه ابنته فاطمة لرجل فقير، ومنعها من الزواج بابن الخليفة، فقد خطب عبد الملك بن مروان ابنته للوليد، فمنع من ذلك، وزوَّجها تلميذه كثير بن المطلب بن أبي وداعة القرشي السهمي على درهمين، وساعده بعشرين ألف، وهذا يدل على كمال إيمان سعيد بن المسيب، واهتمامه بالباقي، والنفور من المناصب المزيفة، واختياره الزوج الصالح لابنته، انظر هذه القصة الحكيمة في: سير أعلام النبلاء، ٤/ ٢٣٣، وطبقات ابن سعد، ٥/ ١٣٨، وحلية الأولياء، ٢/ ١٦٧، والبداية والنهاية، ٩/ ١٠٠.
(٣) الحجاج بن يوسف الثقفي، ولي العراق والمشرق عشرين سنة، وتوفي سنة ٩٥هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ٤/ ٣٤٣.
1 / 5
الصلاة، والحجاج ما زال ينازعه رداءه حتى قضى سعيد ذكره، ثم أقبل عليه يؤنبه ويؤدبه بالكلام، فلم يقل له الحجاج شيئًا حتى صار نائبًا على الحجاز، وعندما أتى المدينة نائبًا عليها، فلما دخل المسجد قصد مجلس سعيد بن المسيب حتى جلس بين يديه، فقال له: أنت صاحب الكلمات؟ فضرب سعيد صدره بيده وقال: نعم. قال: فجزاك اللَّه من معلم ومؤدب خيرًا، ما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك، ثم قام ومضى (١).
٢ – قيل لسعيد بن المسيب: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك؟ قال: واللَّه ما أدري، إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد فصلى صلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها، فأخذت كفًّا من حصى فحصبته بها. قال الحجاج: فما زلت أحسن الصلاة (٢).
وهذا من أعظم المواقف الحكيمة لسعيد بن المسيب ‘، فإن الحكمة وضع كل شيء في موضعه، وقد تنفع الشدة والقوة إذا كانت الحكمة تقتضي ذلك، فسعيد رأى أن من الحكمة استخدام هذا الأسلوب مع الحجاج؛ ليحسن صلاته، فنفع اللَّه بذلك الحجاج كما ذكر هو عن نفسه، وأنه ما زال يحسن الصلاة بعد ذلك، فرحم اللَّه سعيد بن المسيب، وجزاه خير الجزاء.
_________
(١) انظر: البداية والنهاية، ٩/ ١١٩، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ٤/ ٢٢٦.
(٢) انظر: الطبقات لابن سعد، ٥/ ١٢٩، وحلية الأولياء لأبي نعيم، ٢/ ١٦٥، وسير أعلام النبلاء، ٤/ ٢٢٦.
1 / 6
المطلب الثاني: من مواقف الحسن البصري ﵀ -
للحسن البصري (١) ﵀ مواقف حكيمة في دعوته إلى اللَّه ﷿ ومنها على سبيل المثال ما يلي:
١ - موقفه مع الحجاج بن يوسف الثقفي:
من حكمة الحسن أنه لا يرى الخروج على الأئمة العُصاة من المسلمين، فقد جاء جماعة من المسلمين إلى الحسن البصري، يستفتونه في الخروج على الحجاج، فقالوا: يا أبا سعيد، ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، ... وفعل ما فعل؟ فقال الحسن: أرى أن لا تقاتلوه؛ فإنها إن تك عقوبة من اللَّه فما أنتم برادي عقوبة اللَّه بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم اللَّه وهو خير الحاكمين. وخرجوا من عند الحسن ولم يوافقوه، فخرجوا على الحجاج فقتلوا جميعًا (٢)؛ ولهذا كان الحسن: يقول لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن
_________
(١) هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، أبو سعيد مولى الأنصار، وأمه خيرة مولاة أم سلمة أم المؤمنين ﵀، وأبو الحسن يسار من سبي ميسان - وهي بين البصرة وواسط - سكن المدينة، وأعتق وتزوج بها في خلافة عمر، فولد له بها الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر ﵁، وتوفي الحسن سنة ١١٠هـ وكان عمره ٨٨ سنة ﵀. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ٤/ ٥٦٣ - ٥٨٧، وتهذيب التهذيب لابن حجر، ٢/ ٢٣١.
(٢) انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد، ٧/ ١٦٣ - ١٦٥، والبداية والنهاية لابن كثير، ٩/ ١٣٥.
1 / 7
يفرج عنهم، ولكنهم يجزعون إلى السيف فيوكلون إليه، فواللَّه ما جاءوا بيوم خير قط (١).
ومع ذلك كله فقد أراد الحجاج أن يقتل الحسن البصري مرارًا، ولكن اللَّه عصمه منه.
بعث الحجاج إلى الحسن مرة – وقد همّ به – فجاء الحسن إليه، فلما قام بين يديه قال: يا حجاج، كم بينك وبين آدم من أب؟ قال: كثير. قال: فأين هم؟ قال: ماتوا. فنكس الحجاج رأسه، وخرج الحسن (٢).
وهذا من حكمة الحسن في دعوته إلى اللَّه، فإن الخروج على الأئمة المسلمين – ولو كانوا فسّاقًا – يسبب شرًا كبيرًا، وفتنة عظيمة، وإزهاقًا للأرواح، وفسادًا كبيرًا، فسدَّ الحسن الباب أمام هذه المفاسد.
٢– موقف الحسن من عمر بن هبيرة:
عندما ولي عمر بن هبيرة (٣) العراق أرسل إلى الحسن فقدم إليه، فقال له: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك (٤) ينفذ كتبًا أعرف أن
_________
(١) انظر: طبقات ابن سعد، ٧/ ١٦٤.
(٢) انظر: البداية والنهاية، ٩/ ١٣٥.
(٣) هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن بن سُكَين، الأمير أبو المثنى أمير العراقين، مات سنة ١٠٧هـ. انظر سير أعلام النبلاء، ٤/ ٥٦٢.
(٤) هو يزيد بن عبد الملك بن مروان الخليفة، استخلف بعهد عقده له أخوه سليمان، بعد عمر بن عبد العزيز، ولد سنة ٧١هـ. وكانت خلافته أربعة أعوام، توفي سنة ١٠٥هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ٥/ ١٥٠ - ١٥٢.
1 / 8
في إنفاذها الهلكة، واستفتاه: ماذا يصنع أمام هذه الكتب؟ فقال الحسن: يا عمر بن هبيرة، يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة اللَّه – تعالى – فظ غليظ، لا يعصي اللَّه ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، يا عمر بن هبيرة إن تتق اللَّه يعصمك من يزيد بن عبد الملك، ولا يعصمك يزيد بن عبد الملك من اللَّه ﷿، يا عمر بن هبيرة لا تأمن أن ينظر اللَّه إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت، فيغلق بها باب المغفرة دونك، يا عمر بن هبيرة لقد أدركت ناسًا من صدر هذه الأمة كانوا واللَّه على الدنيا وهي مقبلة أشدّ إدبارًا من إقبالكم عليها وهي مدبرة، يا عمر بن هبيرة إني أخوفك مقامًا خوفكه اللَّه – تعالى – فقال: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ﴾ (١) يا عمر بن هبيرة إن تك مع اللَّه في طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك، وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي اللَّه وكلك اللَّه إليه، فبكى عمر بن هبيرة وقام بعبرته (٢).
وهذا يدل على حكمة الحسن ‘ وما له في النفوس من مكانة
_________
(١) سورة إبراهيم، الآية: ١٤.
(٢) انظر: حلية الأولياء، ٢/ ١٤٩.
1 / 9
وتقدير، فقد جهر بالحق في هذا الموقف ولم تأخذه في اللَّه لومة لائم.
وهكذا ينبغي للدعاة إلى اللَّه - تعالى - ولكن لابد من الحكمة، وبالتي هي أحسن، فإن ذلك أدعى لقبول الدعوة، واللَّه المستعان.
٣ - موقفه مع القراء:
خرج الحسن من عند ابن هبيرة يومًا فإذا هو بالقراء على الباب (١) فقال: ما يجلسكم هاهنا؟ تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء؟ أما واللَّه ما مجالستهم مجالسة الأبرار، تفرقوا فرَّق اللَّه بين أرواحكم وأجسادكم، قد فرطحتم (٢) نعالكم، وشمرتم ثيابكم، وجززتم شعوركم، فضحتم القراء فضحكم (٣) اللَّه، واللَّه لو زهدتم
_________
(١) لسائل يسأل: كيف يخرج الحسن من عند ابن هبيرة ويلوم القراء على وقوفهم ببابه رغبة في الدخول عليه؟
ويجاب على ذلك: أن الحسن لم يدخل على ابن هبيرة ليسأله مالًا أو شيئًا من أمور الدنيا، إنما ذلك لله ومن أجل الله والدعوة إليه، والذي قبّحه الحسن هو الرغبة في الدنيا والطمع في أموال الأمراء والسلاطين، أما من دخل عليهم ليأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويخوّفهم بالله، فإن هذا من أعظم الجهاد وفضله.
(٢) كل شيء عرّضته فقد فرطحته. وفرطح الشيء: بسطه ووسّعه. ورأس مفرطح: عريض. انظر: المعجم الوسيط، مادة (فرطح)، ٢/ ٦٨٤.
(٣) لعل الحسن استخدم أسلوب الشدة مع القراء لأنهم أقدموا على شيء لا ينبغي لهم الإقدام عليه على الرغم من معرفتهم حقيقته وأنه لا ينبغي لطلاب العلم والدعاة إلى الله فعله.
والحكمة هي وضع الشيء في موضعه، ومن ذلك استخدام أسلوب القوة والشدة والغلظة في مواضعها.
1 / 10
فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم، أبعد اللَّه من أبعد (١).
وهذا الموقف حكيم عظيم؛ لأن الداعية إلى اللَّه ينبغي أن يستغني عن الناس وعن أموالهم وصدقاتهم، وخاصة الأكابر والسلاطين، فلا يقف على أبوابهم ولا يسألهم، حتى يكون لدعوته ولعلمه الأثر في نفوسهم وفي نفوس غيرهم، ولهذا وجَّه الحسن القراء لذلك؛ لأن من استغنى باللَّه افتقر الناس إليه (٢).
المطلب الثالث: من مواقف عمر بن عبد العزيز ﵁ -:
يرى كثير من العلماء أن عمر بن عبد العزيز (٣) من المجددين على رأس المائة الأولى، لقوله ﷺ: «إن اللَّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجدّد لها دينها» (٤).
_________
(١) انظر: حلية الأولياء، ٢/ ١٥٠، وسير أعلام النبلاء، ٤/ ٥٨٦.
(٢) انظر: حلية الأولياء، ٢/ ١٧٣، والبداية والنهاية، ٩/ ١٠٠.
(٣) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولد سنة ٦٣هـ، وقيل ٦١هـ، أرسله والده إلى المدينة يتفقه في الدين، فلما توفي والده أخذه عمه عبد الملك بن مروان، وزوجه بنته فاطمة، وعندما ولي الوليد بن عبد الملك ولاه المدينة ومكة والطائف من سنة ٨٦هـ إلى ٩٣هـ، ثم قدم الشام، وبقي فيها حتى ولي الخلافة في ١٠/ ٢/٩٩هـ، فأصلح الله به العباد والبلاد، ثم مات مسمومًا في ٢٥/ ٧/١٠١هـ. انظر: البداية والنهاية، ٩/ ٩٢ - ٩٦، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٢.
(٤) رواه أبو داود، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، ٤/ ١٠٩، (رقم ٤٢٩١)، والحاكم، ٤/ ٥٢٢، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، ٢/ ١٥٠، برقم ٥٩٩.
1 / 11
على هذا كان ﵀ أول المجددين (١)، وله ﵀ مواقف كثيرة حكيمة في دعوته إلى اللَّه، منها ما يلي:
(أ) من مواقفه الحكيمة قبل الخلافة:
له ﵀ مواقف كثيرة قبل الخلافة مع الخلفاء منها:
١ - أقبل سليمان بن عبد الملك (٢) إلى جيشه ومعه عمر بن عبد العزيز، وفي ذلك المعسكر: الخيول والجمال والبغال والأثقال والرجال، فقال سليمان: ما تقول يا عمر في هذا؟ فقال: أرى دنيا يأكل بعضها بعضًا، وأنت المسؤول عن ذلك كله، فلما اقتربا من المعسكر إذا غراب قد أخذ لقمة في فيه من فسطاط سليمان وهو طائر بها، ونعب نعبةً، فقال له سليمان: ما هذا يا عمر؟ فقال: لا أدري. فقال: ما ظنك أنه يقول؟ قال عمر: كأنه يقول: من أين جاءت وأين يُذهَبُ بها؟ فقال له سليمان: ما أعجبك؟ فقال: عمر: أعجب ممن عرف اللَّه فعصاه، ومن عرف الشيطان فأطاعه، ومن عرف الدنيا فركن إليها (٣).
وهذه كلمات حكيمة في الدعوة إلى اللَّه موجهة إلى خليفة المسلمين، استغل عمر توجيهها إليه في الفرصة المناسبة، ملتزمًا
_________
(١) انظر: البداية والنهاية، ٩/ ٢٠٧، وعون المعبود، ١١/ ٣٨٧.
(٢) سليمان بن عبد الملك بن مروان، بويع بالخلافة بعد أخيه الوليد، له أعمال جليلة، وتوفي عاشر صفر، سنة ٩٩هـ. سير أعلام النبلاء، ٥/ ١١١.
(٣) انظر: مناقب عمر، لابن الجوزي، ص٥٢، والبداية والنهاية، ٩/ ١٩٥.
1 / 12
طريق الحكمة في ذلك كله.
٢ – وحجّ سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز فأصابهم برق ورعد، حتى كادت أن تنخلع قلوبهم، فنظر سليمان إلى عمر وهو يضحك، فقال سليمان: يا أبا حفص، هل رأيت مثل هذه الليلة قط أو سمعت بها؟ فقال: يا أمير المؤمنين، هذا صوت رحمة اللَّه، فكيف لو سمعت صوت عذاب اللَّه؟ فقال: هذه المائة ألف درهم، فتصدق بها. فقال: أو خير من ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: وما هو؟ قال: قوم صحبوك في مظالم لهم لم يصلوا إليك، فجلس سليمان فرد المظالم (١).
اللَّه أكبر! ما أحكم هذا الموقف وأعظمه! فقد استطاع عمر بن عبد العزيز بعون اللَّه – تعالى – ثم بحكمته أن يؤثر على سليمان حتى جلس ورد المظالم.
٣ – ومن أعظم مواقف الحكمة مع سليمان بن عبد الملك أن سليمان قال له: يا أبا حفص، إنا قد ولينا ما ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم، فما رأيت من مصلحة العامة فمر به، فكان من ذلك أن عمر أمر بعزل عمال الحجاج، وأقيمت الصلاة في أوقاتها بعدما كانت أُميتت عن وقتها، مع أمور جليلة كان يسمع من عمر فيها، فقد قيل: إن سليمان حج فرأى الخلائق بالموقف فقال لعمر: أما ترى هذا الخلق الذي
_________
(١) انظر: مناقب عمر، لابن الجوزي، ص٥٢، ٥٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢١.
1 / 13
لا يُحصي عددهم إلا اللَّه؟ قال: هؤلاء اليوم رعيتك، وهم غدًا خصماؤك، فبكى سليمان بكاءً شديدًا (١).
فرحم اللَّه عمر، فقد كان حكيمًا في مواعظه وترقيقه للقلوب، وربطها بخالقها، وتخويفها من عقابه، وترغيبها في ثوابه، ويستخدم في ذلك الوقت المناسب، في الحال المناسب.
وله ﵀ مواقف كثيرة مع الخلفاء، ولولا الإطالة لذكرتها (٢).
(ب) مواقفه بعد أن ولي الخلافة:
بعد أن مات معاوية بن أبي سفيان ﵁ سنة ستين للَّهجرة النبوية، بدأ الظلم، واتسع الخرق والخلاف بين العلماء والخلفاء، فصار بعض الناس في وادٍ، وبعض حكامهم في وادٍ آخر، ثم ازدادت الأحوال سوءًا بتسلم بعض الولاة الظلمة الحكم أمثال الحجاج، وصاروا يجمعون الأموال وينفقونها في غير حلها بلا حساب ولا نظام، وقد كان الشاعر يدخل على الخليفة أو الوالي فيمدحه، فيكيل له بلا حساب، وقد كان سليمان بن عبد الملك أمثل الخلفاء (٣).
وعندما تسلم عمر بن عبد العزيز الخلافة قام بالمواقف الحكيمة
_________
(١) انظر: سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ص٥٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢١.
(٢) انظر: بقية مواقفه مع الولاة في مناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ص٤٦ - ٥٣، والبداية والنهاية، ٩/ ١٩٥، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١١٤ - ١٤٧.
(٣) انظر: البداية والنهاية، ٨/ ١٤٦ - ٣٤٥، ٩/ ٢ - ١٧٧، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٥.
1 / 14
لإنقاذ الأمة مما حل بها، فكانت مواقفه الحكيمة لإصلاح ما فسد من أمور الناس كالآتي:
١ - بدأ بالتغيير مع نفسه، فغير طريق حياته حتى أنكره من عرفه من قبل، فعندما رجع من قبر سليمان أوتي بمراكب الخلافة: بالبراذين والخيل والبغال، فقال: ما هذا؟ فقالوا: مراكب الخلافة. فقال: ما لي ولها، نحُّوها عني، قربوا مني بغلتي، فقُرِّبت إليه بغلته، وأمر بمراكب الخلافة أن تباع ويُجعل ثمنها في بيت مال المسلمين، وقال: تكفيني بغلتي هذه الشهباء (١).
وكان دخله قبل الخلافة أربعين ألف دينار، فترك ذلك كله إلا أربعمائة دينار في كل سنة، ونظر إلى ما في يديه من أرض أو متاع فخرج منه، حتى إنه رد فصّ خاتم كان في يده إلى بيت المال، وقال: هذا مما أعطانيه الوليد بن عبد الملك من غير حقه (٢).
٢ - بعد أن بدأ بنفسه بدأ بأهله، فسأل زوجته فاطمة بنت عبد الملك عن الجوهر الذي عندها، من أين صار إليها؟ فقالت: أعطانيه أمير المؤمنين، فقال: إما أن ترديه إلى بيت المال، وإما أن تأذنيني في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت، قالت: لا، بل
_________
(١) انظر: مناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ص٦٢، ٦٥، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٦، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، ص٢٣١.
(٢) انظر: طبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، ومناقب عمر بن عبد العزيز، لابن الجوزي، ص١٣٢، والبداية والنهاية، ٩/ ٢٠٨، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٨.
1 / 15
أختارك على أضعافه لو كان لي، فوضعته في بيت المال (١).
٣ - بعد أن أصلح عمر نفسه وأهله، بدأ بإصلاح أوضاع بني أمية، فأخذ ما بأيديهم من المظالم وردها إلى أهلها، وإلى بيت المال إن لم يكن لها أهل، وسمى أموالهم أموال مظالم، وأمر مناديه أن يُنادي في الناس: من كانت له مظلمة فليرفعها، وجاء كل من كانت له مظلمة فجعل يرد المظالم مظلمة مظلمة (٢)، وأخذ جميع الأموال التي أخذها بنو مروان بغير استحقاق، فوضعها في بيت مال المسلمين (٣).
٤ - كتب إلى الولاة على الأمصار الإسلامية يأمرهم بطاعة اللَّه، وينهاهم عن معصيته، ويخوفهم من عقابه، ويرغبهم في ثوابه، ويزهدهم في الدنيا، ويضرب لهم الأمثال بمن مضى ممن كان قبلهم من الخلفاء والولاة، وأنهم قد ذهبوا إلى ما قدموا من عمل، فمنهم الرابح، ومنهم الخاسر، وأمرهم بالعدل مع الرعية، ونهاهم عن الظلم، وأمرهم برد جميع المظالم إلى أهلها، وعزل بعضهم عن الولاية وولَّى من هو أصلح منه، واستدعى بعضهم إلى الحضور لديه
_________
(١) انظر: طبقات ابن سعد، ٥/ ٣٩٣، وسيرة عمر لابن الجوزي، ص١٢٧، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٩، والبداية والنهاية، ٩/ ٢٠٨.
(٢) انظر: طبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، ومناقب عمر لابن الجوزي، ص١٢٥ - ١٢٧، والبداية والنهاية، ٩/ ٢٠٠ - ٢١٣.
(٣) انظر: مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، ص١٣٣ - ١٤١، وطبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، والبداية والنهاية، ٩/ ٢١٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٩.
1 / 16
ليحاسبه على جوره وظلمه، وحذر الولاة من أخذ الرشوة والهدية من الرعية (١)، وأمر الولاة بوضع الجزية عمن أسلم من اليهود والنصارى حيث كان بنو أمية لا يضعون الجزية عمن أسلم، فأسلم بذلك خلق كثير، ومن هؤلاء أهل خراسان، فقد أسلم منها أربعة آلاف في وقت قصير بسبب هذه الحكمة العظيمة (٢).
٥ - من أعظم مواقفه الحكيمة في إصلاح الأوضاع في الدولة الأموية ما أحياه في النفوس من خوف اللَّه ومراقبته، وغرس ذلك في نفوس الناس، ومن ذلك أنه في يوم الجمعة يخطب الناس، فبكى يومًا، وبكى الناس معه حتى ارتج المسجد بالبكاء، وصار لحيطانه صوت بالبكاء (٣).
٦ - فقَّه الناس في دين اللَّه، وغرس في قلوبهم حب الكتاب والسنة، وكان يرسل المرشدين إلى البادية ليُفقِّهوا الناس في الدين (٤).
٧ - لم يكتف عمر بن عبد العزيز بالخطوات الحكيمة السابقة في إصلاح
_________
(١) انظر: مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، ١٣٣ - ١٤١، وطبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، والبداية والنهاية، ٩/ ٢١٣، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٩.
(٢) انظر: طبقات ابن سعد، ٥/ ٣٤١ - ٣٤٤، وسيرة عمر لابن الجوزي، ص١٠٠ - ١٢٤، ٢٠٦، ٢٢٢، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٢٦ - ١٣٧، ٥/ ١٤٧، والبداية والنهاية، ٩/ ١٨٨.
(٣) انظر: سيرة عمر لابن الجوزي، ص٢١٨، ٢٢٢، ٢٢٥، وسير أعلام النبلاء، ٥/ ١٣٧، ١٣٨، والبداية والنهاية، ٩/ ٢٠٤.
(٤) انظر: سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد، ص٩٢.
1 / 17
أوضاع المسلمين في الدولة الأموية، بل اهتم بأمور غير المسلمين، فأرسل الدعاة إلى اللَّه ﷿ ليبلغوا الناس دعوة الإسلام، ومن ذلك أنه أرسل إلى أفريقيا مجموعة من الدعاة، فأسلم على أيديهم أمم هائلة من البربر وغيرهم.
وبتوفيق اللَّه ثم بهذه الخطوات الحكيمة السبع، ظهرت مواقف عمر الحكيمة في إصلاح الأمة وتجديد الدين، ونفع اللَّه به البلاد والعباد، وأنقذ اللَّه به من الظلم (١).
المطلب الرابع: من مواقف أبي حنيفة النعمان بن ثابت ﵀ -:
الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت (٢) له مواقف حكيمة كثيرة (٣).
منها موقفه العظيم الحكيم مع الملحدين في دعوتهم إلى اللَّه - تعالى - وأنه رب كل شيء ومليكه.
يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة ﵀ فقالوا: ما الدلالة على وجود الصانع؟ فقال: دعوني، فخاطري مشغول بأمر
_________
(١) انظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص٢٣٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، ٤/ ٢٤٦.
(٢) هو الإمام النعمان بن ثابت بن زوطي التميمي الكوفي، أحد أئمة الإسلام والسادة الأعلام، ولد سنة ٨٠هـ. في حياة الصغار من الصحابة، ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة، توفي ﵀ سنة ١٥٠هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ٦/ ٣٩٠، والبداية والنهاية، ١٠/ ١٠٧.
(٣) انظر: نماذج من مواقف أبي حنيفة الحكيمة في سير أعلام النبلاء، ٦/ ٤٠٢، وأعلام المسلمين - أبو حنيفة، لوهبي سليمان غاوجي، ٥/ ٣٥٥، ٥/ ١٢١، ٣٥٤.
1 / 18
غريب. قالوا: وما هو؟ قال: بلغني أن في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة، وهي ذاهبة وراجعة من غير أحد يحركها ولا يقوم عليها، فقالوا له: أمجنون أنت؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: إن هذا لا يصدقه عاقل. فقال له: كيف صدقت عقولكم أن هذا العالم بما فيه من الأنواع والأصناف والحوادث العجيبة، وهذا الفلك الدوَّار السيَّار يجري، وتحدث هذه الحوادث من غير محدث، وتتحرك هذه المتحركات بغير محرك؟ فرجعوا على أنفسهم بالملام (١).
وهذا من أعظم مواقف الحكمة في الدعوة إلى اللَّه، فقد استدل على الخالق بوجود المخلوق، فليس هناك من مخلوق إلا وله خالق ومدبر وهو اللَّه ﷿، كما أنه ليس هناك من صنعة إلا ولها صانع، وللَّه المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم.
_________
(١) انظر: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية، ٣/ ١٢٧، والرياض الناضرة للسعدي، ص٢٥٨.
1 / 19
المبحث الثاني: مواقف أتباع التابعين
توطئة:
أتباع التابعين هم من القرون المفضلة التي امتدحها رسول اللَّه ﷺ بقوله: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ...» (١).
ولتابعي التابعين مواقف حكيمة يستفيد منها الدعاة إلى اللَّه - تعالى - وسأذكر منها - بعون اللَّه تعالى - نماذج في المطالب الآتية:
المطلب الأول: مواقف الإمام مالك بن أنس رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الثاني: مواقف الإمام الشافعي رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الثالث: مواقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه اللَّه تعالى.
المطلب الأول: من مواقف الإمام مالك بن أنس ﵀ -:
للإمام مالك بن أنس (٢) ﵀ مواقف حكيمة مشرفة، منها على
_________
(١) البخاري مع الفتح، ٥/ ٢٥٩، (رقم ٢٦٥٢)، ومسلم، ٤/ ١٩٦٤، وتقدم تخريجه.
(٢) الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو، إمام دار الهجرة، ولد سنة ٩٣هـ عام موت أنس بن مالك بن النضر، خادم رسول الله ﷺ، وطلب العلم بصدق وإخلاص، فكان أحد الأئمة الأربعة، فنفع الله به المسلمين، وتوفي عام ١٧٩هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ٤٩ - ١٣٥، والبداية والنهاية، ١٠/ ١٧٤، وتهذيب التهذيب، ١٠/ ٥.
1 / 20
سبيل المثال ما يلي:
١ - من أعظم مواقف الحكمة التي وقفها: موقفه مع من سأله عن الاستواء. فقد جاء إليه رجل، وقال: يا أبا عبد اللَّه: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (١) كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء (٢)، ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: «الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة «وأمر به فأُخرج (٣).
وهذا موقف حكيم مُسدّد؛ لأنه أجاب بالإجابة الصحيحة بعد التأمل والتفكر، فكانت هذه الإجابة قاعدة ثابتة لأهل السنة والجماعة، تُجرى عليها صفات اللَّه - تعالى - كلها، فالكيف للصفة مجهول لنا لا نعرف كيفيتها؛ لأن اللَّه لم يخبرنا بالكيفية، والصفة معلومة بدليلها من الكتاب والسنة الصحيحة أو بأحدهما، والإيمان بالصفة - التي تثبت بالدليل - واجب، والسؤال عن كيفية الصفة بدعة، وليس المراد بنفي الكيفية تفويض المعنى المراد من
_________
(١) سورة طه، الآية: ٥.
(٢) العرق إثر الحمى، أو عرق يغسل الجلد كثرة. انظر: المعجم الوسيط، مادة (رحض)، ١/ ٣٣٤.
(٣) أبو نعيم في الحلية، ٦/ ٣٢٥، وانظر: سير أعلام النبلاء، ٨/ ١٠٠، ١٠١، ١٠٦، ومجموع فتاوى ابن تيمية، ٥/ ٢٦، ٥/ ١٤٤.
1 / 21