225

Maṭmaʿ al-anfus wa-masraḥ al-taʾannus fī mulaḥ ahl al-Andalus

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

Editor

محمد علي شوابكة

Publisher

دار عمار

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Publisher Location

مؤسسة الرسالة

أما والهَدايا ما رَحَلْنَا ولا حُلْنا ... وإن عنَّ من دون التَّرحُّلِ ما عَنَّا
تَرَكْنَا ثوابَ الغزو والقَصْدِ للعِدَا ... على مَضَضٍ منّا وعدنا كما كُنَّا
وليس لنا عنكم على البَيْنِ سَلْوَةٌ ... وإن كان أنْتمْ عندكمْ سَلْوةٌ عَنَّا
وجَمعتَنا عَشيَّة بَربَض الزّجالي بقُرطبة، ومعنا لُمَّه من الأخوان، وهو في جُملتهم، مناهض لأعيانهم وجُلَّتِهم، بفضل أدبه، وكثرة نَسبه، فجعل يرتجل ويروي وينثر محاسن الآداب ويَطوي، ويمتعنا بتلك الأخبار، ويقطعنا منها جانب اعتبار ويطلعنا على إقبال الأيّام وعلى الإدبار، ثم قال:
أيا ابن عبيد اللهِ يا ابن الأكارمِ ... لقد بخّلَتْ يُمْنَاك صوبَ الغمائِم
لك القَلَمُ الأعْلى الذي عَطَّل القَنَا ... وفلّ ظُبَاتِ المُرْهَفَاتِ الصَّوارِمِ
وأخْلاقُكَ الزُّهْرُ الأزاهرُ بالرُّبَى ... ترفُّ بشؤبوبِ الغُيُوثِ السَّواجِمِ
بَقِيتَ لتشييد المكَارمِ والعُلَى ... تُظَاهِرُهَا بالسَّالِفِ المُتَقَادِمِ
واجتمع عند أبيه لُمَّة من أهل الأدب، وذوي المَنازلِ والرُّتب، في عَشيَّة غَيم أعقَب مطرًا، وخَطَّ فيه البَرق أسطُرًا، والبَردُ يتساقط

1 / 382