Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Genres
أحمد بن عبد الله القاعي [ - 390 ه ] (1)
الفقيه البليغ المجاهد، أبو الفلاح، أحمد بن عبد الله القاعي - رحمه الله -. كان من عيون الشيعة المعتنين بأمرهم، ومن وجوه أصحاب الإمام المنصور بالله القاسم بن علي، وشهد معه المشاهد، وكان فصيحا جيد البديهة، يستحضر الكلام الفائق عند تلاحم المضايق، حكي عنه أنه لما ثار من ثار بصعدة المحروسة على الإمام وغلقوا أبوابها، فخرج القاسم - عليه السلام - عجلا على قدميه حتى لحقه خادمه في فناء الحصن بفرسه، فسار حتى صار على باب الحدبة في غربي صعدة، فألفى الباب مصفدا موصدا، فأمر به فكسر، فارتجز أحمد بن عبد الله المذكور عند خروج الإمام من الحصن:
نحن مفاتيح الدروب والدير(2) ... والمنجنيقات لها نحن الحجر
كم من قتيل قد قتلنا(3) لم يحر ... يشهر عينيه وقد زاغ البصر
/143/
نحن الذي نوردها خيرا وشر ... إذا تلظت مثل نيران الحفر
يقودنا الطاهر مولانا الأغر ... القاسم المشهور يدعى مشتهر(4)
وقال بعد ذلك في مكانه:
قد علمت ذات وشام حففا ... كأنه الشهد الذي فيه الشفا
أنا حماة الدين أصحاب الوفا ... نكفيك ما همك يابن المصطفى
أيماننا والبيض تبدي ما خفى ... من كل من عاند أو من خالفا
نروي السنان والحسام المرهفا ... ونترك الطير علينا عكفا(5)
وقال أيضا عند كسر الباب:
نهوي مع القاسم في دهم الظلم ... كبارق القبلة يهوى لم ينم
نتم بالعهد ونوفي الذمم ... والسمر في إيماننا يرعفن دم والقاسم المنصور فينا كالعلم ... يحكم بالحق ويجزي من ظلم(1)
Page 256