228

رآك لها أهلا فزدت تواضعا ... فزادك تكبيرا به من له الكبر وكانت له في الإمام قصائد غر، ولم يزل كذلك والأمور تشتد وهو يستعطف الإمام - عليه السلام - وينسب إيغار الصدور(1) إلى أصحابه، حتى عظم الخطب فمن استعطافه للإمام:

أعيذك أن تنافسني مطالا ... وقد صدقت سواي بك الظنون

وكان الحق إن أنصفت أني ... وقد أخرت أولهم أكون

يعز علي أن ترضى بسخطي ... على زمني وإرضائي يهون

ذوى غصني بحبسك من سماء ... وكم تبقى على العطش الغصون

سأستر تحت أثوابي هزالا ... إذا أبديته شمت السمين

ومهما يستعن غيري فإني ... عليك بحسن رأيك أستعين

وأما شعره في نسبة إيغار الصدر إلى أصحاب الإمام فقوله إلى القاضي ركن الدين مسعود بن عمر العنسي - رحمه الله تعالى - /141/:

يا خليلا مولعا بالوفاء ... وصفيي إذ خانني أصفيائي

ليت أن النسيم إن هب وهنا ... من ظفار ينبيك عن إنبائي

لا الديار الديار بعد التنائي ... يابن عمرو ولا الورى بالوراء

جهل الناس حقنا وتناسوا ... كل عهد وأعلنوا بالجفاء

ما ذنوب الذين هم في المحاري ... ب سجود وما ذنوب النساء

ويتيم ومقعد وضرير ... من غصون النبوءة الكرماء

ظلموا الفاطميين ظلما وألغوا ... فيهما اليوم حق أهل الكساء

تلك في صعدة بتول وهذى ... في ظفار شبيهة الزهراء

قل لعلوان ما جرائم قوم ... لم يكونوا للدين بالأعداء

أنبه بالذي ذكرت وكرر ... فعساه يشجيه بعض شكائي

وعليه مني سلام محب ... ذاكر في الصباح والإمساء

وإمام الزمان كرمه الل ... ه بريء فاعلم من السفهاء

خالفوا أمره وحاشوا بما قا ... ل ومالم يقل من الأسواء

غير أن الإنكار قد كان فرضا ... من إله السماء على الزعماء

فكأني يابن الأكارم ما ألب ... ست قومي ملابس النعماء

كيف كانت رعايتي لبني الده ... ر وحفظي لحرمة العلماء

وظلالي الظليل في كل حي ... من نزار ويعرب العرباء ظن قوم أني عجزت وما حا ... ولت إلا السكون للدهماء

Page 253