Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Genres
هنيئا مريئا قد نزلتم بساحة
س ... يعم جميع العالمين نوالها
هنيئا لكم زرتم لذي العرش كعبة ... مباركة طابت وطاب حلالها
ألا ليت شعري كيف أنتم وقد بدا ... لكم وتجلى نورها وجمالها
/136/
وكيف بكم لما حواكم مقامها ... وجل لكم عند الطواف جلالها
وكيف سمعتم ضجة الوفد حولها ... وقد رفعت أستارها وحجالها
وكيف رأيتم كعبة الحسن تجتلى ... وقد لاح من خد المليحة خالها
وكيف شربتم شربة من سقاية ... يطفي حرارات النفوس زلالها
وما حال هاتيك المواقف خبروا ... ألا خبروا من حالها كيف حالها
وحين قضى مناسكه التسعة، وأزمع على الصدور، واطمأن بما سناه الله تعالى له من تمام الحج المبرور، وسعيه المشكور، أكمل عدة المناسك بطواف الوداع، وآب إلى أوطانه بأرباح السعادة الأبدية لا أرباح المتاع، وأنشد لسان حاله لما استقلت ركائب ترحاله ما يلذ في الأسماع:
ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الأباطح
ولما كان سيدي فخر الدين - حفظ الله مهجته من الأسواء، وأقر قراره في دياره على ما يحب ويهوى - قد أحلته العناية الإلهية من هذه الفضلة(1) العظمى ذروة سنامها، ومنحته الألطاف الرحمانية الإتيان بفرائضها ومندوباتها على كمالها وتمامها، ونشرت عليه يد التوفيق خوافق راياتها وأعلامها، وألبسته في عوارض الأسفار مطارف وقايتها وعافيتها وسلامتها، وجه إليه مملوكه هذه القطعة نائبة عنه في أداء حق التهنئة، لاثمة أكفه بالتسليم مائة بعد مائة، مخاطبة له بما قال الإمام المنصور في نظمه المشهور:
Page 246