<<وقرأ على الفقيه العلامة رحلة الطالبين، وبقية المحدثين: علي بن محمد العفيف العقيبي الأنصاري صاحب تعز بعض نور السراج الذي جمعه السيد العلامة الهادي بن أحمد الجلال -رحمه الله- من الأمهات السبع ، كانت القراءة على المذكور في مدينة ذمار المحروسة في شهر شوال سنة(1099ه) وذلك بعد عودة المذكور من الرحلة الثانية إلى الحرمين لسماع الحديث، وأجاز له ذلك الكتاب والأمهات السبع وجميع مؤلفاته، ونقلت من الإجازة المذكورة ما لفظه: ومن الغرائب أني: لما رجعت إلى وطني يعني مدينة تعز من الرحلة الثانية إلى الحرمين لم يعرفني أحد من أهل بلدي حتى والدتي -رحمها الله- وإخوتي، إلا شخص من أهل البلد قال: هذا فلان، وذلك لبعد العهد وتغير الحال، ثم إني لما قدمت إلى محروس إذمار - هكذا ضبطه النووي -رحمه ال-له قال: هي بلدة على نحو مرحلتين من صنعاء- في شهر شعبان سنة(1099ه) إلى مولانا الناصر لدين الله محمد بن المهدي لدين الله أحمد بن الحسن بن القاسم -عليهم السلام -لأمور دينية -إن شاء الله-، وإن كانت في الظاهر دنيوية لكن ((الأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى)) فالمباح يصير طاعة مع النية اتفقت بسيدي السيد الجليل العلامة يحيى بن علي الحبسي -حفظه [الله] ونفع به-، فقرأ علي بعض (نور السراج) الذي جمعه مولانا السيد العلامة هادي بن أحمد الجلال من الأمهات السبع، واحتوى على قريب من ثلاثة آلاف حديث قريب التناول لطالب الدليل من أدلة الفقه الشرعية، وكذلك قرأ علي بعض أسانيدي المأخوذة من (جامع المسانيد) الذي ألفته، وقد وقفت عليها لديه، منها السند العالي، الذي بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة عشر راويا، وفيما عنده من الأسانيد كفاية، فطلب مني إجازة في الأمهات، وغيرها.
فقد أجزته يروي عني الأمهات السبع: البخاري، ومسلم [14أ-أ] والموطأ، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة بشرط التثبت، وإمعان النظر، وأجزت له رواية ما يجوز لي روايته من: تفسير وحديث وأدب ونحو وصرف ولغة ومعاني وبيان وعروض وقوافي وغير ذلك.
وأجزت له أن يروي عني ما ألفته وهي : حاشية التيسير المسماة : (عنوان القبول إلى تيسير الوصول)، و(مختصر فتح الرحمن على زبد بن رسلان) في الفقه عشرون كراسا، و(فتح المنان شرح المدخل في المعاني والبيان) خمسة عشر كراسا، و(إعراب الملحة) في النحو تسعة كراريس، و(سلوان الامتنان في شرح منظومة شعب الإيمان) ثلاثة كراريس، و(حاشية الجلالين) عشرين كراسا، و(شرح منظومة نخبة ابن حجر العسقلاني) في علم الحديث، نظمها الشمني الحنفي سبعة كراريس، و(شرح منظومة الاشبيلي) في قواعد الحديث التي أولها:
غرامي صحيح والرجا فيك معضل
أربعة كراريس، و(حاشية فتح الجواد) في الفقه نحو ثلاثين كراسا وغير ذلك من الفتاوي المبوبة، والفوائد الطرق)). انتهى.
Page 83