وكان قد بلغ السلطان علي بن داود الملقب المجاهد خبر هذا السيف فكان مغرما به، فأعمل الحيلة في صيرورته إليه، فبعث بعض من خدع أحمد بن الإمام المهدي محمد، وقال له: إن السلطان يحب أن ينظر السيف وأنه سيحصل لك من الإنعام شيء كثير، فاستصحبه ونزل به إلى السلطان المجاهد، فلما تمكن من السيف قبض عليه قبض العزيز على يوسف؛ وقال: لو علمنا أنه ذو الفقار لأنفقنا فيه جميع ما في خزائني، وأمر لأحمد بن الإمام بشيء من الحطام[12أ-أ] البخس، وذلك ألف دينار، فقبضها ابن الإمام مغصوبا عليه، وعاد مكروبا.
ثم إن السيف بقي مع (المجاهد) إلى أن لزمه صاحب مصر في مكة أيام دخوله للحج، وزال من يده إلى حيث علم الله سبحانه وتعالى.
قال السلطان المجاهد: لما صار إلي هذا السيف كنت مشكا فيه هل هو ذو الفقار أو غيره، حتى كان في بعض الأوقات قلت لجارية لي سريه تناولني هذا السيف، وكنت أنا وهي محدثين فما استطاعت أن تحمله، فانتهرتها وقمت لأحمله فلم أستطع ذلك فعرفت أن ثم سرا، فاغتسلت ثم رجعت لأحمله فحملته، فعرفت أنه ذو الفقار، فحليته وجعلت عليه من الجواهر ونحوها ما يساوي قيمته ألف دينار، فلما حججت إلى (بيت الله الحرام) وجرى علي من صاحب مصر ما جرى ، انتهبت خزائني، وتفرقت الجموع من حولي، وكنت إذ ذاك في جبل عرفات ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة، فأقبل علي أهل مصر، فرجعت لأمسك السيف وكنت جعلته بين قميصي فما زد وجدته معي ولا دريت ما سلبه عني. انتهى.
Page 77