وعمدةٍ لي وقد ألزمت صحبتها ... تخذتها قدمي مذ هاضني قدمي
نحيلة الجسم للهندي نسبتها ... وقد تعاورها قدمًا ذوو الهرم
من عاتق النبع مثل القدح قد نحتت ... صلفاء في لمسها من كف ملتزم
صليبة العجم صفراء القميص، لها ... نحافة الصب مهجورًا أو الدلم
على ثمانين مرت بي أشير بها ... وما لهن ارتجاع، لا على غنمي
كأنني قوس رامٍ وهي لي وتر ... والدهر يشرع لي سهمًا من العدم
وتوفي ﵀ في عشي يوم الأحد بعد صلاة المغرب في شعبان المكرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن اليوم الثاني بعد صلاة (الظهر) مجاورًا للأستاذ أبي علي الرندي ومن شعره: [طويل]
أما رام ظبيًا راقني بصفاته ... وحسن لآ (له وزين) سماته
وددت لطيفٍ ليس ينقص حكمه ... (فيوفي بوعدٍ أو يروم) لآته
ومجدٍ أثيل قد ملكت عنانه ... وذاتٍ نأت عمن نواها بذاته
إذا غاب عن فكري خيالك ساعة ... فقد ساء حالي من أذى غمراته
ولي منطق رطب بشكرك كلما ... تنشقت عرف المسك من نفحاته
وكم عزم القلب المعنى على النوى ... ولكنني استوقفت عن عزماته
ولولا مقال الناس عني هالع ... لكنت قريح الجفن من عبراته
وأعمى انسكاب الدمع إنسان ناظري ... وصار محاقًا نوره بأذاته
ولا غرو ما يلقي خليلك في النوى ... وما بثه من مؤلمات شكاته