231

Matalic Tamam

مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام

قال: لا سيما في كتاب القياس ونحوه، ولم تكن لهم قوة حفظ في الفقهيان، ولا طول عمر في الجزئيان، حتى يطردوا فيه القياس التمثيلي الذي هو عمدة الفقهاء، ولا القياس الحقيقي عند الأصوليين، وهو استنباط الكليات من الجزئيات وتطبيقه عليها ، وخطهم المنع والإعتراض بالتخمين، وردهم الكلام المستدل عليه بغير نقل ولا دليل ولكن بالخطة التي ارتكبوها للضرورة التي دعت إليهم، وربما كان بعضهم ضيق العطن يعتقد أن العلم في المسائل التي جعلها، وربما وقعت له خطابات قولية لا طائل تحتها، وربما كانت فارغة، فإنا لله وإنا إليه راجعون من فقد الأحباب وذهاب الأتراب. وقد ذكر التادلي في شرح العقيدة عند قوله: وترك كل ما أحدثه المحدثون، قال: البدعة المحرمة إجماعا، وهي ما تناولته أدلة التحريم وقواعده، كالمكوس والمظالم، وتقديم لجهال على العلماء، وتولية المناصب الشرعية بالتوارث والجاه لمن لا يصلح ها.

أقول: طالما أثنى هذا الشيخ على نفسه، وحلاها حلى جرد غيره عنها، وتشبع بما لم يعطه منها. فانظر كيف نسب نفسه إلى معرفة كتاب القياس وإحسان الاستدلال، وتولي المناصب بالاستحقاق واتساع العطن والكلام المحكم المباني والمفهوم المعاني، وغاية ما يشهد له بحفظ الجزئيات.

وأما الجري على القواعد ونفوذ الذهن في القياس، فشأن تقدم عليه فيه من الناس، وليس له من العقل المطبوع كبير نصي، ولا هو في اكثر كلامه بمصيب.

وأما تأسفه على فقد الأحباب وذهاب الأتراب، فمن رأس عليه بعدم أحق بالأسف عليهم منه، لما كانوا عليه من حماية الدين، ووقاية المسلمين، والوقوف على الحق المبين. وما نقله عن التادلي من البدع المحرمة فحجة عليه فيما حلله من مظلمة الخطايا، فإنها شر من المكوس كما سبق.

Page 314