224

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

أما الصدقات فقد صح النقل فيما رواه الإمام الحافظ أبو نعيم ((رحمه الله)) بسنده في حليته أنه ((عليه السلام)) خرج من ماله مرتين وقاسم الله (تعالى) ثلاث مرات ماله، ويتصدق حتى إن كان ليعطي نعلا وسيأتي تمام ذلك في الفصل الثامن المعقود لذكر كرمه وصلاته إن شاء الله (تعالى).

وأما العبادة المركبة فقد نقل الحافظ المذكور في حليته بسنده أنه ((عليه السلام)) قال: إني لاستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة إلى مكة على رجليه.

وروى صاحب كتاب صفوة الصفوة بسنده عن علي بن زيد بن جذعان أنه قال: حج الحسن ((عليه السلام)) خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.

الفصل الثامن: في كرمه ((عليه السلام)):

الجود والكرم غريزة مغروسة منه وصرفه لصنوف الدنيا عنه نهج ما زال يقتفيه وإيصال صلاته إلى المعتفين يعتده من مناقب معانيه وإبقاء الأموال عنده يعتقده من مثالب من يعانيه ويرى إخراج الدنيا عنه خير ما يجتبيه من عمله ويجتنيه، وحجته في ذلك واضحة فإنه حرام على الولد مجامعة مطلقة أبيه.

وقد نقل عنه من تتابع أرفاده بموجوده ووقائع استنقاذه فيه جل مجهوده وما يشهد له بكرمه وجوده وينضده في سلك سجاياه مع ركوعه وسجوده.

فمنها ما نقل عنه ((عليه السلام)) فيما رواه سعد بن عبد العزيز قال: إن الحسن ((عليه السلام)) سمع رجلا يسأل ربه (تعالى) أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه.

ومنها أن رجلا جاء إليه ((عليه السلام)) وسأله حاجة فقال له: يا

Page 233