Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
يحدث عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود فقال: نعم وأما الشاهد فيوم الجمعة وأما المشهود فيوم النحر، فجزتهما إلى غلام آخر كأن وجهه الدينار وهو يحدث عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود فقال:
نعم أما الشاهد فمحمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وأما المشهود فيوم القيامة أما سمعته يقول: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وقال تعالى ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود فسألت عن الرجل الأول فقالوا: ابن عباس وعن الثاني فقالوا: ابن عمر وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن علي بن أبي طالب فكان قول الحسن احسن.
ونقل أنه ((عليه السلام)) اغتسل يوما وخرج من داره في حلة فاخرة وبزة ظاهرة بمحاسن سافرة وقسمات ناضرة ونفحات ناشرة ووجهه يشرق حسنا وشكله قد كمل صورة ومعنى، والاقبال يلوح من أعطافه ونضرة النعيم تعرف في أطرافه وقاضي القدر قد حكم أن السعادة من أوصافه، ثم ركب بغلة فارهة غير قطوف وسار مكتنفا بحاشيته وغاشيته بصفوف، فلو شاهده عبد مناف لا رغم بمفاخرته به معاطس أنوف وعده وحده لاحراز خصل الفخار يوم التفاخر بألوف، فعرض له في طريقه من محاويج اليهود هم في هدم قد أنهكته العلة وارتكبته الذلة وأهلكته القلة، وجلده يستر عظامه وضعفه يقيد أقدامه وضره قد ملك زمامه وسوء حاله قد حبب إليه حمامه وشمس الظهيرة تشوي شواه وأخمصه تصافح ثرى ممشاه وعذاب عرعريه قد عراه وطول طواه قد أضعف بطنه وطواه وهو حامل جر مملوء على مطاه وحاله تضعف عليه القلوب القاسية عند مرآه، فاستوقف الحسن ((عليه السلام)) وقال: يا ابن رسول الله انصفني فقال ((عليه السلام)): في أي شيء قال: جدك يقول «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» وأنت مؤمن وأنا كافر فما أرى الدنيا إلا جنة لك تتنعم فيها وتستلذ بها، وما أراها إلا سجنا لي قد أهلكني ضرها واتلفني فقرها، فلما
Page 231