Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
يقين، وحرصا على علم وفهما في فقه وعلما في حلم وكيسا في قصد وقصدا في غنى وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وخشوعا في عبادة ورحمة لمجهود وإعطاء في حق ورفقا في كسب وطلبا في حلال وتعففا في طمع وطمعا في غير طبع، ونشاطا في هدى واعتصاما في شهوة وبرا في استقامة لا يغره ما جهله ولا يدع احصاء ما عمله، يستبطئ نفسه في العمل وهو من صالح عمله على وجل، يصبح وشغله الذكر ويمسي وهمه الشكر يبيت حذرا من سنة الغفلة ويصبح فرحا بما أصاب من الفضل والرحمة، ان استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤالها مما إليه تشره، رغبته فيما يبقى وزهادته فيما يفنى قد قرن العمل بالعلم والعلم بالحلم، ويظل دائما نشاطه بعيدا كسله قريبا أمله قليلا زلله متوقعا اجله خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه عازبا جهله محرزا دينه ميتا داؤه كاظما غيظه صافيا خلقه آمنا منه جاره سهلا أمره معدوما كبره بينا صبره كثيرا ذكره، لا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء. أولئك شيعتنا واحبتنا ومنا ومعنا آها [و] شوقا إليهم.
فصاح همام صيحة ووقع مغشيا عليه فحركوه فإذا هو قد فارق الدنيا ((رحمه الله)) فغسل وصلى عليه أمير المؤمنين ونحن معه.
فشيعته ((عليه السلام)) هذه صفتهم وهي صفة المؤمنين وقد تقدم بعضها. وقال ((عليه السلام)): الجنة التي أعدها الله (تعالى) للمؤمنين خطافة لأبصار الناظرين، فيها درجات متفاضلات ومنازل متعاليات لا يبيد نعيمها ولا يضمحل حبورها ولا ينقطع سرورها، ولا يظعن مقيمها ولا يهرم خالدها ولا يبؤس ساكنها أمن سكانها من الموت فلا يخافون.
صفا لهم العيش ودامت لهم النعمة في أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم، على فرش منضودة وأزواج مطهرة وحور عين كأنهن اللؤلؤ المكنون وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما
Page 197