Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
الناس بتهتكه وهذا يضل الناس بتنسكه، أقل الناس قيمة أقلهم علما إذ قيمة كل امرئ ما يحسنه، كفى بالعلم شرفا إنه يدعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نسب إليه، وكفى بالجهل ضعة إنه يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه، والناس عالم أو متعلم وسائرهم همج لا خير فيهم.
وقال ((عليه السلام)) للحسن: يا بني جالس العلماء فإنك إن أصبت حمدوك وإن جهلت علموك وإن اخطأت لم يعنفوك ولا تجالس السفهاء فإنهم خلاف ذلك.
وقال ((عليه السلام)): الناس أربعة فرجل يعلم ويعلم أنه يعلم فاقبلوه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك رجل ناس فذكروه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فمسترشد فارشدوه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فجاهل فارفضوه.
وقال ((عليه السلام)): العقل عقلان عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدي إلى المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين ومن فاته العقل والمروءة فرأس ماله المعصية، وصديق كل امرئ عقله وعدوه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الشرين، ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف والعقل الكامل قاهر للطبع السوء، وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساوئها في الدين والرأي والاخلاق والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في إزالتها.
وقال ((عليه السلام)): الإنسان عقل وصورة فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملا وكان بمنزلة من لا روح فيه، فمن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الأصول والفضول، فإن كثيرا من الناس يطلبون ويضيعون الأصول، من أحرز الأصل اكتفى به عن الفضل وأصل الأمور في الانفاق طلب الحلال لما ينفق والرفق في الطلب، وأصل الأمور في الدين أن يعتمد على الصلوات ويجتنب الكبائر وألزم ذلك
Page 183